facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




استدراك على النبل الاكاديمي .. بين (فهمي) و(مهند)


أحمد سلامة
10-05-2023 03:13 PM

لطالما شد انتباهي مهند مبيضين باخلاقه، وونسة حروفه، وطيب مقاصده…

والحق عندي

ان هاتيك الصفات، هي متلازمات لكل من عرفت من الغساسنة، فرقة خالد الكركي، وكرم جمال الضمور، وحياء على العضايلة، ورفعة وسمو مهند الباحث الكاتب الرقيق ما بشدها لبعضها صفة واحدة هي اصل العرب في بلاد الشام (الغساسنة) واول تخوم الترحيب بنبوة ال هاشم..

قرأت اليوم في (عمون) ما فاض به قلب مهند مبيضين عن اجمل الفلاسفة الالهيين في عالم المعرفة الكونية، انه استاذي بكل احتفاء التلميذ باستاذيته وعلى شدة ما اذهلني المقال مما تضمنه من حب وفير واغداق كريم على شخص الدكتور فهمي الا انني حزنت وغرت وكدت ان ازل فاقول عتبت على مهند انه ذكر جملة من اسماء تشرفوا بالتتلمذ على يدي فهمي العالم الجليل… وقفز عن كل جيلنا حين كان فهمي جدعان مع عصبة العائدين للجامعة من بعثاتهم ليكونوا منارة العز الاكاديمي في الزمن (العبدلي / عبدالسلام المجالي) المجيد

واحببت بمنتهى الاستفزاز المحبب ان اكتب عن فهمي جدعان من زاوية اخرى كما علمني وادبني في (مواد ثلاث. تاريخ الفكر العربي، الفلسفة الاسلامية، وموضوع خاص في الفلسفة الاسلامية) بين سنوات (١٩٧٢ - ١٩٧٤)

وودت ان استدرك بالقول عن الذي كان له الفضل علي للكتابة عن استاذي فهمي هذا اليوم فله الشكر والعرفان ولا بد ان استهل به ما سارويه عن استاذية فهمي

مهند مبيضين… ذلك الفتى الشهم الذي يتبصر في كل الاشياء مثل غيمة تعبر الموجب على مهل وتغني احدى مقطوعات ميسون الكركية…

باحث وعالم هذا المهند منذ ان كانت اصابعه من حليب الشباب.. عرفته في خلواتي الغريبة في المجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا عند حواف تسعينيات القرن الماضي، دمجنا في بعض دمج المحب الى المحب المحترم المعشراني الدكتور رائد سامي عفاش العدوان، واغدق علينا من طيبته حتى صرنا بعون الله اخوانا من ثم تلاقينا في تجربة صحيفة الهلال تلك التجربة التي ظلمت ظلما ذات يوم سنبوح به كانوا زمرة من كتاب، ينقبون بحرية مطلقة ويمسكون في تلابيب البحث والدهشة (كان المهند المبيضين) اوسعهم تفرغا يهب الصحيفة كل حبه وعطاياه، كذلك ساظل اذكر منهم كمال ميرزا ، ومحمد رفيع ، سامح المحاريق ، ورومان حداد، ولا اكون موضوعيا ان تجاوزت على دور الاستاذ جورج عيسى الذي علم المهنة لجيل مدهش وعبدالله العتوم ومحمد الخطايبة،

لا اريد ان اسرد قصة الهلال لكن معلمين اثنين لا بد ان اضيفهما الى تجربة الهلال فيما قدماه لها (عبد الهادي الراجي المجالي الذي صنع ونحت واشرف واخرج اول زغرودة الولادة، وعمر كلاب اغدق كل مهاراته لتتخطى الهلال محنها في مطالعها، اما ناصر قمش فتلك قصة اخرى احتاج ان اكتب عنه رواية باكملها

اعود لمهند فاقول انه كان فتى ابطحيا من قريش جمع مهارة الولاء للنبوة مع التعايش مع طيب بلاد الشام فجاءت خلطته عنبرا وبخورا وحكايا لا تنتهي …

اما الاستاذ الجليل فهمي جدعان حفظ الله قدره ومكانته وتمم عليه اكرومة الصحة والعافية فاقول فيه ..

علمني في الفصل الاول في السنة الاولى عام ١٩٧٢ على مدرج سمير الرفاعي من الحادية عشرة حتى الثانية عشرة مادة (تاريخ الفكر العربي) تلك مادة كانت تحت بند (متطلب كلية) في نظام الساعات المعتمدة الذي لم يفكفك لغزه احد بعد الذي فرضه الباشا المذهل في ثورية قراراته عبد السلام المجالي الذي لن يموت بذكراه العطرة ذلك العام..

كان فهمي جدعان يحمل حقيبة يد سوداء بيد ورزانته الطاغية بيد ويأوي الى المدرج في وقت محدد لا يحيد عنه قيد دقيقة

كان يتفقد حضورنا بالنظر من تحت نظارته الباذخة كل شيء فيه خرج من تحت (المكواة) للتو حروفه ومخارجها تأنيه في النطق في مطلع محاضرته، بعدها لا يدقق النظر الا في مخارج حروفه حين يباشر التدفق في الحديث عن اهل التوحيد والمنزلة بين المنزلتين كانت لعبته المشتهاة وملعبه الذي خلت انه لا يحب ان يبرحه لعلم اخر… المعتزلة اهل العقل !!!!

لقد اكرمني الاستاذ الدكتور فهمي جدعان، بان ارشدني الى كلمة العقل ومعنى العقل وكيفية وضرورة استعمال العقل كان هو استاذ العقل الاول… حين كان يغادر القاعة يخشى من مهابته ان يقترب اي واحد منا صوب ظله وكان على حد تعبير محمود درويش حين يأتي..
(يأتينا كسيف من نبيذ ثم حين يمضي خارج المدرج يمضي بوقار مثل نهايات صلاة) ومشت الايام بعدها في الجامعة الام التي كانت
الخصومات فيها انحيازات الطلبة الى لون الجوري داخل الحرم والخلافات من يستعمل قاعة الدوريات في المكتبة وقاعة المراجع ..

لم يفطن جيلنا الى استعمال يديه في الجامعة سوى التصفيق لنزار قباني حين يزور الجامعة او رفع الايادي لتحية عبد العزيز الدوري
او عدنان البخيت او احمد ماضي حين يمرون من تحت وارف الشجر…

بعدها صار لي الشرف ان اقتربت من هذه المجموعة المذهلة التي حظيت بتناول فنجان قهوة معهم في نادي الاساتذة وانا طالب انتقل الحال بسبب (الكتاب) الكتاب وحده من نقلني من شريحة التلاميذ العاديين الى مستوى السماح بمجالسة وحوار الاساتذة في زمن كانت فيه سمو الاميرة عالية بنت الحسين طالبة في الجامعة وهوشيار زباري طالب تحت اسم اخر واحد افراد العائلة المالكة الايرانية ومدرسة الفلسفة الاسلامية المستشرقة العظيمة (انجيليكا نويفرت)

اصطحبني ذات يوم استاذي فهمي جدعان الى الكافتيريا كان هناك منذر عنبتاوي ومحمد الحلاج وامين محمود واحمد ماضي والمورخان
الدوري والبخيت… وتمادت العلاقة بيننا حتى انه ذات يوم قد مد يده على جيبه الخلفي (ووهبني ٤٠ دينارا) احس اني بحاجة اليها، ما اكرم فهمي حين يحب وما احلى ملاحته حين يقتنع ان احد عقول طلابه مستعدة للتقدم

لقد حمل التقدم كوشاح على صدره ليس للمباهاة ولكن بقصد ان يكون فلسفة مشائية تبيح لكل متامل فيه ان تتعمق روح الايمان بالتقدم.

وفهمي قصة وجد صوفية لمعنى النكبة الفلسطينية وهو سر من اسرار العشق الهاشمي للامة التي صنعت وطنا اردنيا يتسع لكل العرب
كان هو المشروع الهاشمي وحده من الغى سايكس بيكو ليس قولا وليس سطرا في ادبيات حزب بل روح وطن اندمج فيه الحب مع الانتاج

فهمي جدعان ابن النكبة مباشرة غادر الى هنا ثم غادر الى هناك الى سوريا ثم الى السوربون فالجامعة الاردنية التي جعلت منه كما جعلت من كل جيله علماء وادباء وفلاسفة ومورخين كفوا ووفوا …

حكاية فهمي جدعان في الجامعة الاردنية تذكرني دوما برواية (الشراع والعاصفة) لقد كان هو الشراع وعلمه كان العاصفة والجامعة كانت بحرهما..

بقي لي مع سيرة هذا النبيل الذي يحتاج الى كتاب وليس الى خاطرة عابرة ما وجب قوله….

في تسعينيات القرن الماضي حضر الدكتور محمد عابد الجابري الى عمان بغية علاج واستضافته الجامعة الاردنية ليحاضر في القوم ولانني اكتب من الذاكرة اقول عل المكان كان (مجمع اللغة العربية) اقول لعل لاني لست على يقين انه الموكد وكان الاستاذ الدكتور فهمي جدعان هو من قدم الضيف وادار الحوار في زمن طال مداه..

كل ما اتذكره من تلك المحاضرة تلك الندية وذاك التبجيل الذي حظي به استاذنا فهمي من الضيف حين استهل حديثه بالاطراء على بحر علمه واستاذيته

الله… كانت لحظة من زهاء احسسنا به حين كنا ثلاثة من طلبته جئنا لنستمع وغادرنا نحمل الفخار بفهمي

اخر القول…. هل يستقيم حال الحديث عن فهمي جدعان دون الوقوف على قصة اهل بيته بكل الاحتشام الموجب في هذا المقام ان لم اكن مخطئا، فاني اجازف بالقول ان الاستاذ الدكتور فهمي جدعان هو من اشهر قصة زواج الاستاذ من طالبته هل كان في ذلك الاول ام الثاني لا فرق لكن قصة الدكتور اكتملت حين اقدم على اختيار السيدة الفاضلة حسناء الجامعة (هانية او ناعمة) شريكة حياة وانجبا خير السلالات

لقد وقعت فيما بعد الزيجات التي كان فهمي فيها القدوة والمثل….

كان في كل ما ياتيه فهمي له علاقة بالفهم والعقل والرقي والونس كان هو ابو المفهومية وابو الجدعنة اطال الله في عمره

والشكر الموصول لمهند الذي يذكرنا بكل ماهو جميل في الجامعة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :