الفنان أنس القرالة .. طموحات لا تنتهي عند حدود الأوسكار
09-05-2023 07:15 PM
* موهبة فنية جمعت بين التمثيل والمسرح والإذاعة
عمون - عشقه للفن جاء من دعم والديه وأساتذته ومديره في المدرسة، وتشجيعهم له للوقوف أمام عدد كبير من الجمهور، ومنذ تلك اللحظة صار الوقوف على خشبة المسرح المدرسي أقرب الأنشطة إلى قلبه.
هو الممثل والإعلامي الأردني أنس القرالة، الذي عرف منذ طفولته كيف يشق طريقه بشغف من باب الوقوف على مسرح المدرسة إلى بوابة الإبداع الدرامي والمسرحي، لتسير به موهبته بخطى ثابتة نحو شق طريقه الفني، ليبدأ بعدها بصناعة لوحته الخاصة وبصمته المميزة في عالم التمثيل والإذاعة.
لم تقف الظروف وشح الدعم والموارد والعادات والتقاليد في تلك الفترة حاجزا في وجه طموحاته، ليتخطى نجاحه ال 90 عملاً فنياً، أبرزها «خط التماس» و«لما شفتك» و«ذهب أيلول»، مكللا نجاحاته بمجموعة من الجوائز التقديرية المحلية والعالمية.
من الأفلام القصيرة، ومن معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية كانت الانطلاقة، بعد تطوعه معهما في 20 عملاً فنياً، أهمها «مهرجان القاهرة السينمائي» و«مهرجان أبو ظبي السينمائي» وهو حتى اللحظة لا ينسى فضل هذا المعهد عليه "كان له فضل كبير علي، نظراً لامتلاكه أفضل الأدوات والمعدات على مستوى الشرق الأوسط".
ومن فيلم «مغامرات فيسبوكية»، انطلق القرالة في العمل مع عدد من المخرجين، فلعب فيه دور (سائق تاكسي)، من إخراج محي الدين قندور، ليفوز لاحقاً بجائزة أفضل بطولة عمل جماعي في مهرجان موناكو السينمائي الدولي.
ويعلق القرالة "الأبواب مفتوحة دائما للممثل، وتأتي الفرص في أي لحظة، لذلك عليه أن يطور من مهاراته ليكون مستعداً عندما تتاح له الفرص"، لافتاً إلى أن مهارة الممثل تكمُن في مدى دراسته للدور ونجاحه في تقمص الشخصية، كاشفاً عن أنه عندما يُعرض أي عمل يقوم أولاً بدراسة الدور ليتأكد من أنه ينسجم مع شخصيته وقدراته، حتى أنه من شدة سعيه لتقمص الشخصية يطلب من عائلته مناداته باسم الشخصية التي سيقوم بتمثيلها ليتقمص دورها جيداً.
طموحه الفني لم يقف عند هذه الحدود، وهو يبدو ممتناً لكثيرين ممن وقفوا إلى جانبه ودعموه "تحياتي القلبية إلى الأستاذ أنور خليل، كونه أول شخص اتاح لي فرصة التمثيل في المسلسلات" ومن بينها «نصف القمر»، ولا أنسى كيف توجهت إلى موقع التصوير وأصريت على المخرج بأن أحصل على دور فيه".
ومن المسلسلات إلى عالم الكوميديا تابع القرالة مسيرته الفنية، فكانت مشاركته مع الفنان نبيل صوالحة في مسرحية «خلوة منسفية»، التي عرضت في مهرجان العقبة الأول للثقافة والفنون. ومسرحية «الحق على مين» برفقة الفنان إبراهيم أبو الخير وناريمان عبد الكريم، والعديد من المسرحيات الأخرى.
في جعبته الكثير من الجوائز العالمية مثل جائزة أفضل ممثل في المهرجان الدولي (أفلام أونلاين) الذي شارك فيه ٢٦ دولة حول العالم، والعديد من الجوائز الأخرى، كان آخرها جائزة مركز الحسين للسرطان للصوت الإذاعي لحملة توعية الكشف المبكر لسرطان الثدي والمخدرات، وهو يرى أن الجائزة أو التكريم هو بمثابة تقدير للجهود التي يبذلها، ويكون سعيداً جداً في تلك اللحظة، وحبه للفن يجعله دوماً يسعى لتحقيق المزيد من النجاحات ليبقى طموحه قائماً بالحصول على الاوسكار، فيما يهدي الجوائز الفائز بها لبلاده، معبراً عن فخره برفع علم بلاده في المحافل الدولية.
المشكلات المؤرقة للمجتمع لطالما شكلت القضايا المحورية التي تحوز اهتمام القرالة، فكان إطلاقه وبدعم منه مبادرة (أفلام قصيرة) التي تهدف لتصوير وإنتاج أفلام قصيرة لا تزيد مدتها عن عشر دقائق، يسلط الضوء من خلاله على هكذا نوع من المشكلات.
أما مشروع (الموهبة في خدمة المجتمع) فقد نال من خلاله القرالة جائزة صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية وكذلك نتيجة دعمه لإنتاج فيلم قصير بعنوان «صندوق7»، والذي تدور أحداثه حول التمكين الديمقراطي وتشجيع شرائح المجتمع كافة على التوجه إلى صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات البرلمانية، حيث لعب فيه القرالة دور البطولة إلى جانب مجد غزال وبسام المجالي وحيدر الساحوري والطفل زيد القرالة، وكادر العمل الفني عمر مبيضين، وأحمد مجالي ورامي منصور، ومن إخراج حسين الدردساوي.
واليوم لا يزال القرالة في مرحلة التحضيرات لحفل افتتاح الفيلم في 30 كانون الثاني 2024، والذي يصادف ذكرى ميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي رسم في ورقته النقاشية الأولى مشروع الإصلاح بالانتقال بالأردن إلى مراحل أوسع في المسار الديمقراطي.
للإذاعة مكانة خاصة في قلبه، فصوته الإذاعي المميز يمثل إحدى المقومات التي تدعمه بعمله كرئيس قسم الإذاعة والبث الإذاعي في إذاعة صوت العقبة، ثم راح يمزج بموهبته الفنية بين حبه للتمثيل والإذاعة فقدم العديد من المسلسلات والمسرحيات الإذاعية، وحول رأيه في الإذاعة يؤكد أنها "المكان الوحيد في العقبة الذي يحقق جزء من ميولي الفني وإن لم أكن في الإذاعة أين أكون؟".
وأثنى القرالة على جهود (الهيئة الملكية للأفلام) وسعيها إلى جذب الأفلام العالمية لتُصور في الأردن، مشيدا بالموقع الجغرافي للأردن ومدينة العقبة الساحلية وجبال رم الشاهقة، التي جذبت أنظار المخرجين بهدف تصوير أفلامهم في الأردن، ما أتاح له الفرص الكبيرة ليس للمشاركة في الأفلام المحلية وحسب بل في الأفلام العالمية مثل «Hyena Road» و«Mare Nostrum».
ويبدي القرالة تفاؤله بمستقبل أفضل للسينما الأردنية، فالأردن يتمتع بجيل شباب موهوب وعاشق للسينما، وينقص القطاع المنتج الممول من جهة، والشراكة بين القطاعين العام والخاص فضلاً عن مشاركة الجهات المعنية وتوفير الإدارة ورأس المال ووضع خطط للنهوض بمستوى السينما الأردنية من جهة ثانية، معرباً عن إعجابه بالأفلام الأردنية كونها تسلط الضوء على جوانب متنوعة بالمجتمع كواقع فئة من الفئات والمشكلات المؤرقة فيه للوصول إلى حلول لها.
وفي الختام، أسدى القرالة نصيحة مهمة حول مواقع التواصل الاجتماعي: "تجذب الفرص للممثل، ولكنها سلاح ذو حدين، تعود بالفائدة على الفرد والمجتمع إذا تم استخدامها بالطريقة السليمة، وإن تم استخدامها بالطريقة الخاطئة فسينعكس هذا سلباً على المجتمع".
* حوار أماني الرشدان - قسم الإعلام الرقمي / جامعة العقبة للتكنولوجيا