facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




احذروا غزو الفضائيات


د. ثابت النابلسي
09-05-2023 08:35 AM

خلال متابعتي لبرامج ولقاءات صباحيّة ولعدد من المحطات الفضائيّة التلفزيونيّة والإذاعيّة ، استوقفني تناقض وتضارب وابتعاد عن الواقع والتصاق بفضاء الكلمات الفارغة، والتّجاهل للمجتمعات الحقيقية من خلال تسليط الضوء على فئات سطحيّة او محدودة بوجودها وأهميتها، والأكثر غرابة وجود منهجيةّ غير معلنة لإظهار ضعف المكوّن المجتمعيّ الأكبر والتّركيز على قوّة السّطحية الفئوية المحدودة ، نعم صحيح توضع منهجيات خفيّة ويطبّقها حلفاء محور الشّر ضد المجتمعات .

‬⁩التّلف الفكريّ..
يحتلّ المركز الأول كلّ من يساهم في تقديم محتوي يساعد على تلف الفكر والثّقافة الأصليّة، وللتنويه ليس كلّ ما يطلق عليه أصيل تراثيًا او ثقافيا هو صحيح، فكثير منها تافه منذ وجوده ولكن تناقلته بعض وسائل التّفاهات من الفئات الاجتماعيّة السّاقطة تحت مظلة التّراث والموروث.

إنّنا نواجه تحديات كبيرة في تقديم محتوي يرتقي بالفكر الذي يحتاجه الجيل الجديد ، فكلما تابعنا لقاء أو فعاليّة وجدنا فيها غرابة وسطحيّة ، هل اختفت العقول النيرة والشّخصيات الرّاقية بعملهما وفكرها ، فأصبحت المنصات والمحطات الفضائية مرتعًا لشخصيات غير منتجة تتشدق بالمصطلحات وتروج الشّذوذ الفكري ّوالثقافيّ، لا أود ذكر أيّ شيء قد يزعج مشاعر هؤلاء النّاس ويضرّ بالآخرين ، ولكن عذرا إنّ المشاهد أو المستمع يستحق أفضل بكثير مما يعرض عليه .

شخصيات موثرة.. مشوهة
في عالمنا الواقعي الذي نعرفة جيدًا يحصل الفرد ويستحق لقب معين مثل / خبير أو إخصائي او دكتور / مدرب او مستشار او لقب لتوليه منصب استحقه، لكن في عالم الفضائيات المزري تمنح الالقاب وتصبح مرتبطة بالشخص والكارثة انًًّه مقتنع بهذا الوصف بعد ان ظهر على الشاشة، والأكثر خطورة أن يتعامل المجتمع معه على هذا الأساس ، فشخصية فاشلة أو غير متزنه تعاني من انفصام أو شذوذ بكلّ أنواعه ومسيرة فشل معروفة، تصبح بسبب ظهور فضائي وإدارة برنامج عنوانًا و قدوة ًوتحلّ المشكلات وتقدم الحلول للأسرة والمجتمع ،وكذلك مرجعيّة أو للشّركات والريادة وغيرها .

بهذا الشّكل يتمّ زج ّكل هذه الشّخصيات في عالم الفضائيات ليصبح ما يقولونه نهجًا جديد للأجيال تقتدي به، هولاء النّاس يشكلون خطرًا كبيرًا على مستقبل الأجيال القادمة، هؤلاء من يتتبع ظهورهم وأشكالهم وأفكارهم كيف كانت وإلى أين وصلت لأدرك خطورة وجودهم؟، من يدعم هذا النهج ويعزز من وجوده؟، سواء عرفنا أم لا المهم أنّنا في خطر.

مرارًا وتكرارًا
الكلّ لديه رحلة عمل وتطور بدايه ومسيرة بلا توقف ،ما نراه من منهج واضح بتكرار واجترار كلّ التًّفاهات على مدى السنوات الطويلة الماضية، هل أصيب الابتكار الاجتماعي بالعقم ؟.

أصبح الكلّ بلهاء ، حتى في قصص النّجاحات لا جديد، نفس العرض ونفس الأسلوب الذي اعتاد عليه النّاس ، خطط التنمية المستدامة نفسها الجهات نفسها والأشخاص هم أيضآ المتحدرين من نفس المنظومة.

التقزيم المجتمعي..
تعتبر هذه المنهجيات المتبعة خطيرة لأنّها تصب في تقزيم المجتمع وأنّنا نعيش في حدود مرسومة مسبقًا لا يتجاوزها أحد أبدًا ، محيط التّفكير اللحظيّ والتخطيط الفوريّ والتّخبط الأبديّ، نعم صحيح تسعى هذه المنهجيّة لإقناع المجتمع بأن هذه هي قدراته وحالته الاجتماعية لا تتغير على مرّ العقود السّابقة كما هي، فيعيش الجميع مقتنعين بأن هذه هي حياتهم الطبيعية.

وهكذا ينحصر دورهم في دولاب الفضائيات يكرّر ويمرّر إلى عقولهم كلّ ما تريده قوى محور الشر الذي تعرفه العقول المهاجرة في فضاء الكون .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :