الطفل صفحة بيضاء نقية بالفطرة، جوهرة لابد من الحفاظ عليها من الملوثات والانتهاكات حتى لا تتهشم وتدمر، ولكن للأسف الطفل منذ الالفية الثالثة للميلاد يتعرض لمخاطر تقضي على فطرته وإنسانيته في حملات ممنهجة عبر الألعاب الالكترونية التي تدعو للعنف والانتحار تارة و عبر الترويج للمخدرات في المدارس تارة اخرى و اقحام الأطفال في العصابات والمليشيات والإرهاب تارات أخرى و مؤخرا حملات ترويجية لإقناع الأطفال للانحراف عن الطبيعة.
هذه الأخيرة بدأت خطتها تنكشف؛ فكلما تابعت برنامج أو مسلسل أو أخبار عبر وسائل الاتصال والاعلام تجد ترويجا بشكل او بآخر من اجل نشر هذه الظاهرة بين الناس وقد لاحظت بعض الإعلاميين عبر قنوات الفضائيات العربية رجالا و سيدات بعضهم تحديدا بكل حلقه من برامجهم يتطرقون لهذا الموضوع و كأنما هناك من يدفع لهم اموالا للترويج فالأمر اصبح مفضوحا.
فقد وصل الخطر الى عقر دارهم (الأطفال) ذهبوا اليهم في اماكنهم في العابهم في قصصهم في افلامهم (الكرتون) ومراكز الترفيه التي كنا نحبها مثل (ديزني لاند)، وصلوا لأبعد الحدود في خطة ممنهجة لنشر الشذوذ في العالم من ضمنها العالم العربي رغم أنه الأكثر حرصاً على تعاليم الأديان السماوية التي تُحرم جميعها الانحراف عن الطبيعة ثقافيا واجتماعيا، ليس فقط دينياً.
وتحت شعارات إنسانية كالحرية التي هي حق يراد به باطل، فقد بدأت في 2008 بعض المؤسسات الدولية خطة لنشر هذه الامور بالوطن العربي كما في محاولات «نتفليكس» و"ديزني» لترويجه بالعالم العربي بافلامها والعابها للصغار من مدة.
وكانت المذيعة الأميركية ميجان كيلي قد اطلقت صرخة تحذير من الانحراف، مُتهمة ديزني بالسعي لتعليم الأطفال المثلية، عنيت «ديزني» بتقديم شخصيات مثلية بفيلم «لايتيير»، للأطفال، وبحسب وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية منعت 14 دولة عربية عرضه لاحتوائه على مشاهد محظورة ممثلا خسارة مادية لمنتجيه.
وليست هذه المرة الأولى التي تمنع فيها الدول العربية والاسلامية أفلاما لديزني، فقد منعت فيلم «دكتور سترينج في الأكوان المتعددة من الجنون»، لما تضمنه من توجهات تدعو وتروج لانحراف، وفيلم الرسوم المتحركة «حكاية لعبة» الذي نال جزؤه الرابع جائزة الأوسكار 2020.
ومنعت فيلم «الأبديون»، وحظرت أفلام «قصة الحي الغربي» بأغلب البلدان العربية لإدراجها شخصيات متحولة ومنحرفة عن الطبيعة.
وكذلك شكلت الالعاب الالكترونية خطرا داهما على الهوية الدينية والثقافية للاطفال، مثل لعبة «بابجي»، التي تحفز الصغار على تبني العنف والقتل و الانتحار، مما دفع عددا من دولنا لحظرها. كما حذر الأزهر الشريف من لعبة «فورتنايت» الإلكترونية لاحتوائها على تجسيد لهدم الكعبة المشرفة.
الخطر الداهم، هو أن ديزني تكرس لفكرة الاعتياد على مشاهدة الأطفال للمشاهد المثلية، وان بعض المؤسسات الغربية قدمت تمويلات مرعبة لنشر هذا الامر. وان كنا في الماضي لا نفهم المقصود بهذا العبث، فاننا بعد ان كبرنا فهمنا.
كما أن الخطة بدأت تتضح بعد وباء كورونا، والحديث عن المليار الذهبي قد فضح هذا المخطط الذي لا يهدف فقط لمحاربة الخالق في خلقه للإنسان على أحسن تقويم، وتحطيم الفطرة السوية للاطفال ونشر الفجور والفسق بكل أنواعه، بل يتعداه إلى هلاك بني آدم بالأوبئة وأمراض الشذوذ.
الاطباء والمتخصصون في الطب يؤكدون أن مشاهدة الأطفال للكرتون والألعاب المروجة للشذوذ قد يكون سببا في تحوله الجنسي بسبب فكرة الاعتياد.
في هذا السياق تشير د. هبة قطب الى ان التقارير الامريكية توضح ان 95% من الذكور يتعرضون للتحرش الجنسي بامريكا 3 بالمئة منهم يكملون بهذا الطريق، وأكثر من 97 بالمئة من الشواذ يزورون أطباء نفسيين، و 92 بالمئة من الشواذ يحاولون الانتحار خلال 5 سنوات.
وفي 29 مارس الماضي أعلنت مديرة «ديزني» كايتي بيرك، أن الشركة ستدعم وتروج من الآن فصاعدا لتلك القضايا.
المشكلة ان ديزني تغزونا بفكر الشذوذ بينما يعجز عالمنا العربي عن انتاج محتوى سينمائي يلبي احتياجات اطفالنا من المتعة والاثارة. في الوقت الذي تتحدى فيه كيري بورك رئيسة ديزني العالم باعلان انتاج أفلام جديدة أبطالها من الشواذ، واتجاه الشركة وتحويل نحو 50% من الشخصيات الكارتونية بـ ديزني إلى شخصيات شاذّة قريبا، لدعمهم.
هذه الكارثة التي اراها عالمية تتطلب التعاون الدولي والانساني لمنع بث هذه الافلام ونشر الوعي داخل الاسر والمجتمع بالرقابة على الصغار وتحصين فلذات أكبادهم من الوقوع في فخ الانحراف عن الفطرة.
السؤال الأهم بهذا كله، كيف يمكن أن يقتنع الناس أن من حق الطفل أن يرمي نفسه بالتهلكة
فهل من حرية للطفل بان يختار مثلا ان يشرب البنزين او ياكل الاسفلت، ونقول أن هذا خياره ما هي مقومات الطفل العقلية التي تؤهله أن يختار؟ فكيف يمنع الطفل من التدخين مثلاً أو من شرب الكحول وهو صغير إذا كان منطقهم أن للطفل حق الاختيار؟!
(الراي)