دور الدولة في تكريس الوعي السياسي في الجامعات
المنتصر بالله القرالة
08-05-2023 07:53 PM
تشكل الورقتان النقاشيتان ( الورقة النقاشية السادسة، الورقة النقاشية السابعة) أساساً للدولة المدنية والتي رسم فيهما جلالة الملك رؤيته بصورة الدولة الحضارية التي دأب جلالته على تحقيقها، فبعد أن رسم جلالته في الأوراق النقاشية السابقة أساس الدولة والمقومات الديمقراطية التي تحقق في نهاية المطاف الدولة المدنية (وليست العلمانية ).
ومن الدعائم الأولى لتكريس نهج الدولة المدنية يأتي الناظم لمسيرة الدولة وتقدمها وحقوق المواطن فيها ، بحيث يسير كل من الدولة والمواطن ضمن الإطار الذي حُدد له قانونياً دون تعدي أي طرف منها على آخر، فالقانون هو الذي نظم علاقة المواطن بدولته وشكل نظامها وأساسها التي قامت عليه منذ النشأة ، ومن خلاله يحيا المواطن بكرامة ، وينعم بالمساواة وتكافؤ الفرص و يصبح مواطناً فاعلاً معطاءً لأرض وطنه.
ولأن التعليم هو حاضرة الأمة ، وسراجها المنير و راسم درب التقدم له ) ولا يتحقق ذلك إلا بالرقي بأهم عنصر من عناصر الدولة ، ألا وهو الإنسان الذي يصنع بعلمه وثقافته مسيرةً تحاكي نهج الوطن والمواطن في دولة قدمت لأغلى ما تملك فيها ، كان جلالة الملك في ورقته النقاشية السابعة يُنير للمواطن عن ثاني أهم الأركان لبناء
الدولة المدنية ألا وهو التعليم وكرس جلالته بذاته في لقاءاته مع الشباب والحوار معهم ووضعهم في صورة الأحداث وهو بذلك يراهن ايمانه القاطع والجازم على قدرة الجيل القادم على التغير وصنع مستقبله كما يناسبه وليس ما يناسب الأخرين، ويرسخ جلالته رؤيته في الأوراق النقاشية السادسة بدور الشباب الأردني وأساسه في إرساء دعائم الدولة المدنية.
وعليه لابد من خلق تيار وطني ( فكري سياسي شبابي ) من طلبة الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة يهدف إلى:
أولاً : صقل شخصية الطالب وجعلها أكثر قوة لمواجهة التحديات التي تعصف بالإقليم.
ثانياً : غرس قيم المواطنة وسيادة القانون والحرية الناظمة والمساواة.
ثالثاً : نبذ الأفكار المنحرفة والمتطرفة التي وجدت في فئة الشباب هدفا مستهدفا لنشر سمومهم من خلالها.
رابعاً : التدريب على العمل التطوعي وتصميم برامج فاعله داخل المملكة وخارجها مما يقلل من ظاهرة العنف الجامعي والقضاء عليها.
خامساً : توعية الجيل الشاب ووقوفه على تاريخ وطنه وعدم انفصالهم عنهم لكي لا يترك أي مجال للمتربصين وأصحاب النفوس الدنيئة لفصل هذا الجيل عن وطنه وأمته.
سادساً : عدم القضاء على وهم العزيمة لدى الجيل الشاب عند أول مواجهة والتأكيد على قدرته على إتمام بناء وطنه وإرساء دعائم تقدمه ورفعته مستمداُ من أولئك السابقين له.