جلالة الملك والرمزيّات الثلاث
محمد فخري كتاو
08-05-2023 12:40 AM
في لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين مع عدد من شيوخ ووجهاء محافظة جرش، أعاد جلالته التأكيد على أنّه "لا تراجع عن الإصلاحات السياسية والإدارية والاقتصادية".
تأكيد جلالته هذا جاء في سياق ثلاث رمزيّات لا تقل في أهميتها ودلالاتها عن هذه الثوابت الوطنية.
الرمزيّة الأولى تتمثّل في حرص جلالته أن يكون سمو ولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في رفقته خلال هذه الزيارة، وذلك للتأكيد على أنّ هذه الثوابت الثلاث تمثّل رؤية استراتيجية والتزام وطني طويل المدى للدولة الأردنية وليس مجرد مرحلة انتقالية أو عابرة.
الرمزيّة الثانية تتمثّل في أنّ كلام جلالته جاء خلال زيارته إلى "جرش" بما تمثله من دلاله وقيمة وطنية، حيث تعتبر مدينة جرش الحديثة التي أعاد بناءها المهاجرون الشراكسة مع اشقائهم ممن سكنها من أبناء الأردن من أصول شامية وكردية وفلسطينية، إلى جانب أشقائهم الأردنيين حَضَرا وبدوا وفلاحين مسلمين و مسيحيين.. تعتبر عيّنة ممثّلة للمجتمع الأردني بثرائه ولُحمته وأسرته الواحدة.
الرمزيّة الثالثة تتمثّل في احتضان محافظة جرش مخيمين من أكبر مخيمات الأشقاء الفلسطينيين في الشتات هما مخيم سوف (الـ 48) و مخيم جرش/ غزة (الـ 67)، وإعادة جلالته التأكيد على مواقف الأردن التاريخية والثابتة تجاه القضية الفلسطينية، والدعم الموصول للأشقاء الفلسطينيين كجزء من دور الأردن الأساسي والمحوري في مختلف القضايا إقليميا ودوليا.
زيارة جلالة الملك وسمو ولي عهده إلى جرش هي ليست مجرد زيارة الي إحدى محافظات الوطن، بل هي زياره برمزيّاتها ودلالاتها بحجم الوطن.
عضو المكتب السياسي لحزب الميثاق الوطني.
محمد فخري كتاو