أما وقد تم الإنتهاء من تنفيذ خطوات الإصلاح السياسي، بانجاز قانوني الاحزاب والانتخاب بهدف تنشيط وتفعيل الحياة السياسية والعمل الحزبي، وبدا العمل بهذين القانونين وانجزت الأحزاب تصويب وتوفيق أوضاعه وفق أحكام القانون الجديد، كذلك خطوات التحديث الإداري من خلال تشكيل عدة لجان لهذه الغاية، لذا فإنه لابد من العمل على تنفيذ تكاملية خطوات الإصلاح الشامل السياسي والإداري والاقتصادية، كما أكد على ذلك جلالة الملك عبد الله الثاني في أكثر من مناسبة، وإنه لا تراجع عن خطوات الإصلاح هذه، فهي خيار وطني يتماشى مع نهج الدولة من بداية مئويتها الثانية، من هنا يأتي تركيز الحكومة على اتخاذ خطوات تنفيذية لمراحل رؤية التحديث الاقتصادي، والتي تشكل اولويه لدى المواطنين وهناك ترقب وانتظار لأن يلمس المواطنون اثرها الإيجابي على أرض الواقع، من حيث دورها في الحد من الفقر والبطالة وتحسين مستوى المعيشة وتحريك عجلة الإقتصاد، وجلب الاستثمارات، ويبدو أن الحكومة تعمل جاهدة على السير ببرنامج التحديث الاقتصادي، كما هو مخطط له، تنفيذا لرؤى وتوجيهات جلالة الملك، والتزاماً منها بأهمية التنفيذ على أرض الواقع، والكل يتابع باهتمام القدرة على تنفيذ ما ورد في رؤية التحديث الاقتصادي من، حيث توفير مليون فرصة عمل خلال العشر سنوات القادمة، وتنفيذ برنامجها، والذي يشتمل على منظور شمولي للنهوض الاقتصادي، وزيادة معدلات النمو، والحد من الفقر البطالة، وتنشيط بيئة الأعمال، وتحفيز الاستثمارات واحداث حركة نشطة في مختلف القطاعات ولعل من أبرز ضمانات التنفيذ لهذه الرؤية، أنها ترتبط ببرنامج زمني يحظى بمتابعه مباشرة من لدن جلالة الملك، وسمو ولي العهد لتقييم وقياس نسب الإنجاز، وهو برنامج عابر للحكومات الأمر الذي يضمن تنفيذ خطواته حسب مراحلها المقررة، ولا يتحقق كل ذلك إلا من خلال التشاركية الحقيقية والفاعلة مع القطاع الخاص، لاتخاذ خطوات عملية تعزز تنافسية القطاعات الإنتاجية والخدمية، إضافة الى تفعيل برنامج التشغيل الوطني لتوفير ستين فرصة عمل فرصه عمل، على مدى عامين من خلال القطاع الخاص، إضافة الى تنشيط جذب الاستثمارات العربية والأجنبية، بفضل ما يتمتع به الاردن من عوامل الأمن والاستقرار، وما يقدمه من حوافز تشجيعية، مطلوب تخفيف الإجراءات الروتينية الطويلة وتبسيطها امام المستثمرين، من خلال النافذة الاستثمارية الواحدة، وهي إجراءات يطالب بها المستثمرون بهدف إزالة العوائق التي تحد من جهود جذب المزيد من الاستثمارات، وكلها عوامل مهمة على طريق تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، التي يعلق عليها ابناء الوطن اهمية قصوى، في تحسين مستوى معيشتهم وتطوير الخدمات المقدمة لهم في مختلف.

(الراي)