الملك: جرش من أحلى مناطق العالم
د.حسام العتوم
07-05-2023 12:20 PM
فخورة مدينة جرش ومحافظتها بجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين "حفظه الله" تماما كما هو جلالة الملك فخور بجرش وأهلها ، وزيارة جلالته لجرش ليست الأولى، ولكن الأخيرة كانت قبل أيام وتحديدا بتاريخ 3 أيار 2023 ( الأربعاء ) كانت الأهم بتوقيتها على أبواب الصيف وموسم السياحة ، وفي زمن الحاجة الوطنية للإصلاح السياسي والأقتصادي والأداري ، ووسط منطقة زراعية متميزة ، تتربع على الموقع السياحي والتاريخي رقم (2) على مستوى المملكة بعد مدينة البتراء الوردية النبطية في الجنوب ، ولقد وصفها جلالة الملك بأنها من أحلى مناطق العالم ، وقصد من أجملها ، وهي كذلك عندما التقى فيها قادة الرأي العام "وجهاء ، وأعيان ، ونواب ، ووزراء ، واداريون ، وتربويون"، وتجول في واجهتها وسط ترحيب وتصفيق وهتافات الحضور الممكن وصفها بالجميلة والرائعة والمعبرة ، ولمرافقة صاحب السمو الملكي الأمير الحسين ولي العهد المحبوب لجلالته ، وكبار رجالات الدولة والديوان الملكي العامر ( رئيس الوزراء ، رئيس الديوان الملكي ، رئيس هيئة الأركان المشتركة ، مدير مكتب جلالة الملك ، مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر ، ووزير الداخلية ، ومدير الأمن العام ، ومحافظ جرش ، وعمدتها - رئيس البلدية .
وأراد جلالة الملك أن تكون زيارته لجرش مثمرة فعمل على وضع حجر الأساس لمركز التميز السياحي في كلية جرش التقنية ، ولفت جلالته الإنتباه لأهمية استخدام التكنولوجيا و تطويرها في العمل السياحي و لخدمة سائح المدينة ، ودعا جلالته لربط المدينة الأثرية بمدينة جرش ، ولعدم التشكيك بالقدرة الوطنية على الاصلاح السياسي والاقتصادي والأداري بسبب أن برامجه فاعله ، ودعوة ملكية للنهوض بشأن الزراعة في جرش ، وأعرب جلالة الملك عن اعتزازه برفاق السلاح المتقاعدين من الدروع والقوات الخاصة من الحاضرين وبثبات الموقف الأردني من القضية الفلسطينية ، وتم فتح المجال لعدد من وجوه جرش للحديث عن مطالب و هموم المدينة وتطلعاتهم المستقبلية منهم العين مفلح الرحيمي ، واللواء الركن المتقاعد حسن القيام ، والدكتور سهيل مقابلة ، وحسن المزاريق ، ورائد العتوم ، والنائب ماجد الرواشدة ،وعبد المحسن بنات ، والمحامي عايد البرماوي ، كل حسب موقعه ، ومداخلة لكل من رئيس الوزراء بشر الخصاونة حول ضرورة توسيع شبكة المدينة الصناعية لتصبح زراعية مناسبة للبيئة ، ولرئيس الديوان الملكي يوسف العيسوي الذي أعلن عن مائة وحدة سكنية جديدة لجرش للأسر العفيفة ، وعن مشاريع نفذت بمقدار عشرين مليون دينار ، ولعل أهم مطالب وجهاء جرش تركزت على أهمية الأصلاح السياسي والإقتصادي والإدراي ، وعلى دعم المشاريع الزراعية ، و الأهتمام بالتقسيمات الأدارية ، وعلى دور المتقاعدين العسكريين في التنمية و فتح المجال أمام فرص العمل لتطويق الفقر والبطالة ،و على الأستثمار و المشاريع ، و استغلال الموارد المتاحة ، و إعطاء أهمية سياحيّة لسد الملك طلال ، وللطاقة الشمسية ، وعلى فتح أسواق لتمكين المرأة الجرشية .
وشخصيا كإعلامي و جرشي أرحّبُ بزيارة جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده و كبار رجالات الدولة الأردنية لمدينة جرش المشتاقة دوما للزيارات الملكية الميدانية الكبيرة ، و جرش المدينة و المحافظة فرحة اليوم بها ، و صدى الزيارة وسط أهالي جرش و القرى المجاورة التي تحيط بالمدينة كالسوار الكبير ، وكما أرى فإن المدينة التاريخية و السياحية محتاجة لبنية تحتية أقوى ، فإيجاد متحف للحضارات وسطها أمر هام لجذب السياحة ،و تطوير مدخل المدينة من جهة عمان بنفق عمل مطلوب ، واستبدال اشارات المرور وسط المدينة ما أمكن الى أنفاق لمعالجة الأزمات وبناء مسرح فيها يغذي المدينة الأثرية ومهرجانها السنوي بالأعمال الفنية الجرشية المتميزة ، و بناء مطار للطائرات العامودية لإستقبال الزيارات الملكية عمل مطلوب وضروري ، و بناء فندق من درجة الخمس نجوم بقرب المدينة الأثرية عمل هام جاذب للسياحة الجرشية و يعطي وقتا أطول للسائح للتعرف على مدينة جرش و المحافظة ، و اضاءة الشارع الرئيسي في مدينة جرش ،و توحيد ألوان واجهات المحلات التجارية و تخصيص يوم للمشاة وسط المدينة من الأعمال السياحية الجاذبة ، و زيادة الإهتمام بنظافة وسط المدينة و شوارعها الفرعية المجاورة عامل حضاري أيضا ، ومعالجة أزمة السير الخانقة خاصة في أيام العطل التي يكون موجودا فيها السائح عمل هام ، ووجود سينما هادفة خاصة تعمل تحت رقابة هيئة الاعلام مؤشر حضاري أيضا و مشجع على السياحة الداخلية و القادمة من الخارج ، و تخصيص مركز تجاري كبير للحوم و الأسماك و الخضار و الملابس من شأنه تفريغ وسط مدينة جرش من أزمات السير ويسهل وصول سكان المحافظة و زوارها لحاجاتهم الضرورية في مكان واحد.
وجرش المدينة المحاطة بسوار من البلدات و القرى الجميلة ، و مرتفعاتها هي الأعلى فوق سطح البحر( من 750 م الى 1200 م) ، وهي محتاجة كما قلعة عجلون لتلفريك ، وفي مرتفعات بلدة سوف غرب جرش محمية سياحية للأسود و غيرها من الحيوانات النادرة ، ومحمية للغزلان في منطقة جبلية مجاورة ، و قصر لعلي باشا الكايد العتوم الذي أصبح ملكا للدولة الأردنية يرمم حاليا ويجهز سياحيا ، ومركز تنموي متميز ومطعم للمأكولات البلدية المحلية في منطقة البرج ، و منطقة " البركتين " في جرش محتاجة لتنظيفها و رفدها بمطعم ريفي جاذب للسياحة ، ومهرجان جرش السنوي بالمناسبة محتاج لإعادته كما بدأ عندما تأسس عام 1985، بحيث يتم فتح سوق تجاري و شعبي الى داخله بهدف اشراك محافظة جرش بأعماله ، والأجدر بقيادته هو للطاقم الإداري من جرش و بالتعاون مع وزارة الثقافة بعمان ، و تعريف المملكة الأردنية الهاشمية بفلكور جرش المتميز و بإنتاجها مما تزرع وبخبز الطابون فيها .
ولعل أهم ما ميز الزيارة الملكية الهامة هذه هو طابعها الميداني ، و أعطى رسالة لأهمية تواصل الدولة مع الشعب ، و الإقتراب من هموم الوطن والمواطن ، وحصد ردود الفعل بهدف التطوير والتحديث و طرح البديل ، و تعزيز و ترسيخ سمعة الوطن الشامخة بفضل قيادته الهاشمية الحكيمة ، و الحوار الملكي و الحكومي المباشر مع أهل الوطن عمل هام و مقدر ، خاصة و الدولة الأردنية مطلع مئويتها الثانية تتطلع لبناء الإنتاج و المدنية و الحياة الحزبية وصولا لبرلمانات حزبية و حكومات مماثلة كذلك ، و المواطن الأردني هو هدف التنمية و عنوانها ، و لا نجاح يمكن توقعه من دون قناعته بمسيرة التنمية الشاملة و برامجها و تفهمه لها ، و في نهاية المطاف الإنسان في الأردن هو أغلى ما في الوطن ، وهو الحامي له وسط جيشه العربي الأردني الباسل .