اذا كان عمرك ما بين ( 40 /60 ) و تسأل نفسك ( هل أنا راضٍ عن حياتي)؟ ولم تستطع الإجابة بنعم! عليك أن تراقب اعراض أزمة منتصف العمر ، وهل تشعر بها أم لا ؟.. إن أزمة منتصف العمر فترة انتقالية في حياة الفرد حيث يعاني فيها من حالة نفسية مربكة لها علاقة بهويته وثقته بنفسه، وأن نصف عمره قد مضى دون فائدة ، فيحاول فهم وتقييم حاضره أكثر ، وينظر إلى مكانه في الحياة مقارنة بالمكان الذي يعتقد أنه يجب أن يكون فيه في سن معينة، فتتكون هذه الأفكار والمشاعر السلبية لديه .

إذا تحدث أزمة منتصف العمر من سن 40-60 ، وتستمر حوالي (3-10) سنوات عند الرجال و (2-5 ) سنوات عند النساء. وهي أزمة طبيعية وشائعة ومنتشرة لما يمر به الشخص من ظروف ارتفاعات وانخفاضات بسنين عمره السابقة و غالبًا ما تتميز بمشاعر حزن قوية ومهارات تأقلم غير صحية وتغيرات في السلوك، تسيطر في هذه المرحلة مشاعر الأسف على الحياة وانعدام الثقة والقلق والضياع والتردد، يقارن الشخص انجازاته باستمرار بانجازات الآخرين ، يفقد معنى الحياة والأمل ، وتسيطر هنا مشاعر الحنين للماضي والتفكير به، والشعور المستمر بالملل، يشعر ويتهيأ له عدم وفاء الآخرين له ،وقد يتخذ قرارات غير مدروسة ودافعة .

ليس على الجميع أن يمروا بهذه المرحلة المقلقة، فهي تختلف من شخص لآخر حسب ظروف حياته وانجازاتها؛ لأن هنالك العديد من المسببات المختلفة لهذه الأزمة منها: التقدم بالعمر وانخفاض الطاقة الجنسية ،الطلاق والانفصال ،مخاوف وأسئلة وجودية، العش الفارغ وزواج الأولاد وانشغالهم بحياتهم الخاصة ،تغيير مسار الوظيفة ،مخاوف صحية مزمنة ، تكرار وفيات الأصدقاء والأحباب والتفكير بالموت ،عدم تحقيق نجاحات مرضية على الصعيد المهني والشخصي، عدم الشعور بالأمان في هذه الحياة .

إن التعامل مع أزمة منتصف العمر تتطلب منك الافصاح عن مشاعرك ومشاركتها للآخرين أو للمختصين ،والبحث عن شبكة دعم اجتماعي من الأصدقاء و الزملاء و المقربين ،واعادة التفكير بحياتك وانجازاتك بشكل ايجابي ،ووضع أهداف ايجابية أخرى لمسيرتك ،والاهمام بأسلوب وروتين حياتك اليومي ( تغذية جيدة ، ممارسة الرياضه ، القراءة ، مشاهدة الأفلام ، سماع الموسيقى ، الممارسات الدينية ...الخ )،تقبل رحلة حياتك بكل ما فيها والتعامل معها بشكل طبيعي وعقلاني .

إن دورة الحياة فيها الكثير من الخبرات المفرحة والحزينة، علينا أن نعي مراحلها ونتكيف مع تغييراتها حتى نستطيع المضي قدما نحو أهدافنا ، فالإنسان يجب أن يستمر بوضع أهداف رئيسية وفرعية له لآخر لحظات حياته، فإذا كنت تمر بأزمة منتصف العمر، فسوف تتحسن بمرور الوقت,, فقط يستغرق الأمر وقتًا وصبرا ودعما لتجاوزها.