لا اعرف النائب عمر العياصرة وإن كنت تابعت له مقتطفات من اطلالات ايام الحراك وبعد ان اصبح نائبًا وهذه خيارات شخصية تعود له ولا يملك احد ان يُملي على الاخرين مواقف حيث كل انسان حر بنقل البندقية من كتف الى آخر؛ ولكن ما قاله في اطلالة حديثة في ندوة في البحر الميت وذكر به ان ما جاءت به "منظومة التحديث السياسي" من تشريعات وما تلاها من تعديلات هي الافضل بتاريخ الدولة الاردنية وهي اصلاحات لم يكن يحلم بها الشعب الاردني كلام لا يجوز المرور عنه دون بيان الحقائق التي تجعلنا نعتقد ان النائب المحترم إما لم يطلع على تاريخ الدولة الاردنية وعلى أحلام الشعب الاردني او انه يفترض ان الدولة الاردنية -معاذ الله- عمرها من تاريخ لجنة التحديث ؛ بكل الاحوال أجيب بما يلي:

١) الشعب الاردني عرف الحكومة الحزبية الحقيقية منذ خمسينيات القرن الماضي؛ وهي وحتى العديد من الحكومات التي تلتها تختلف عن ما يراد لحكومات مرحلة التحديث السياسي الحالي; التي سينتج عنها حكومات حزبية صورية؛ لا صلاحية لها بادارة شؤون الدولة في المجالات الخارجية والامنية ولا في قرار من يدير المؤسسات الاساسية! .

٢) غاب عن ذهن النائب المحترم وهو يمدح لجنة التحديث أن الدستور الاردني لم يعد اليوم هو دستور يقوم على اساس النظام البرلماني بعد ما تعرض له من مجزرة بالتعديلات الدستورية ٢٠١٤ و٢٠١٦ واخرها ٢٠٢٢ والتي دعت احد اكبر الفقهاء الدستوريين المرحوم الدكتور محمد الحموري قبل وفاته ولخشيته على نظامنا السياسي الذي نتمسك به جميعًا ان ينعى زينة الدساتير (هذا والمرحوم ما لحق مجزرة ٢٠٢٢).

٣) كأن النائب المحترم اعتقد انه يتكلم بالنيابة عن الشعب الاردني كونه "نجح" بانتخابات نيابية شارك بها اقل من ٣٠٪؜ من الشعب وبقانون انتخاب يُقر هو انه لم يكن كما حلم به الاردنيون.