facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




راحة بال ..


شحاده أبو بقر
22-12-2010 04:03 PM

هرباً من الفحص الدوري القاسي لمرضى القلب في احد المستشفيات وبالذات الفحص المسمى «فحص الجهد»، ذهبت ذات مرة الى طبيب قلب معروف بدماثته وطلبت اليه اعفائي من فحص الجهد، فأنا اريد ان اخدع نفسي بأنني أجري الفحص المطلوب ولا اتهرب منه، وارتاح في المقابل من عناء فحص الجهد المشار اليه!.

جاملني الطبيب المحترم وطمأنني بدماثته على تطور حالتي ثم استل قلمه وبدأ بكتابة وصفة علاج، فبادرته بأنني مريض قلب منذ سنوات وبأن لديّ علاجاً اتناوله بانتظام دائم وبالتالي فلا مجال لعلاج جديد.. لكن الرجل اصر على كتابة وصفة علاج ودفعها اليّ لقراءتها.

وكانت باللغة العربية.. وفيها كلمتان فقط هما «راحة بال».. فسألته فوراً ومن اين يُشترى هذا الدواء.. فقال: دبّر حالك فهذا هو العلاج المناسب لحالتك ولحالات من هم مثل حالتك..

هذا الموقف يخصني وحدي واعتذر لازعاج غيري بقراءته، لكنه موقف عام عندما يحلو لانسان محترم ان يتساءل بصدق وضمير ووجدان .. تُرى.. كم من الناس في بلادنا ينعمون براحة بال؟ لا بل كم عربي على هذا الكوكب قادر على شراء او امتلاك وصفة الدكتور العتيد.. راحة بال؟ ويأتي الجواب ودونما تردد او حتى الاستعانة بجمهور او صديق.. لا احد!!.

واقع الحال ان العرب ونحن الاردنيين نموذج لهم ماهرون جداً في افساد حياة بعضنا البعض، فلا احد منا يسمح للآخر بأن يحيا حياته دون تنغيص وسم بدن، ولا احد منا يرضى بما وهبه الله باستثناء العقل، فتراه حاسداً لمن هم سواه شغوفاً بامتلاك ما اعطاهم الله جلت قدرته، متمنياً زوال الحال الحسن عنهم وحلول حال آخر بديلاً عنه!.

لهذا السبب يفتقد الاردنيون والعرب عموماً «راحة البال» التي وصفها الطبيب دواء لداء القلوب، وهي بالضرورة دواء لكل داء وليس داء القلوب وحسب!.

لماذا يحدث هذا وبالذات في عالم اليوم وبصورة بشعة يقدم فيها الأخ على قتل اخيه والابن على معاداة ابيه وتستشري حمى الاقتتال والعنف والعداء بين الناس.

الجواب والله تعالى وحده اعلم، اننا نعيش «عصر المادة» بكل تجلياتها، فالقيم الجميلة والعظيمة في حياتنا اليوم صارت بلا قيمة، وعندما تفقد القيم العظيمة قيمتها المعنوية الرائعة لصالح قيم مادية جامدة زائلة، فاقرأ على الدنيا السلام، وتيقن ان البُعد عن الله وعن منهج الله جل وعلا هو المبرر «الساقط» الاول والاخير لكل هذا الذي يجري وسط ذهول العامة والخاصة على حد سواء، فالكل يشكو ولا احد يعرف من يتحمل المسؤولية اذن!!.

نعم.. هي «راحة البال» وصفة شافية باذن الله لكل داء، وهي وصفة لا وجود لها الا بالعودة الى الله الواحد الأحد، وعندها ستشفى القلوب والضمائر قبل الأجساد من كل داء.. ولا حول ولا قوة الا بالله.

(الرأي)





  • 1 زيد المصالحه 22-12-2010 | 04:31 PM

    هي وصفة لا وجود لها الا بالعودة الى الله الواحد الأحد
    دمت يا سيدي الفاضل


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :