هل الشعر مازال ديوان العرب؟
علي القيسي
05-05-2023 10:06 AM
ثمة جدل يحدث أحيانا بين المثقفين والكتّاب حول موضوع الشعر والنثر فالشاعر يدافع عن الشعر بكل طاقته وأن الشعر مايزال ديوان العرب ،والأديب الراوي يدافع عن النثر والسرد بكل طاقته ويؤكد أن هذا الزمن زمن الرواية.
والسرد والنثر حتى القصيدة غدت تسمى قصيدة نثرية ولم يعد موضوع العروض والأوزان والبحور والقوافي يشغل بال الناس وهمومهم بالتذوق الجمالي المدهش ،فالناس اليوم ليسوا اناس الأمس والماضي فالأجيال لم تعد تسمع أو تحب الشعر العامودي ولا حتى القراءة بشكل عام ، فالأذواق تغيرت مع تغير إيقاع الحياة ،فمثلا الجيل القديم كان يسمع أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد والآن تغير الزمن لم يعد هناك اهتمام للطرب الأصيل وكذلك الشعر القديم ، الا القليل من الناس الذين ينتمون للوسط الثقافي من الجيل القديم ، فالحياة تغيرت وأصبحت وسائل الثقافة الحديثة هي الماثلة الآن ، وحتى الوقت لم يعد متاحا للتأمل والتفكر والانسجام في قضايا الأدب والشعر سوى المهتمين ،فأجهزة الكمبيوتر والهواتف والنت والفيس أمست هي الشغل الشاغل للصغير والكبير ،، ومن النادر أن تجد شخصا يقرأ كتابا ورقيا في وحدته أو في حافلة أو في طائرة مسافرا ،فالكل يتابع ألفيس والنت والواتساب وأصبح ذلك إدمانا حقيقيا ،، فالكلام أن الشعر مازال ديوان العرب هذا الكلام غير دقيق فعالم اليوم عالم الكتروني رقمي والمحتوى سريع وسطحي وتافه وصوري وسخيف ، وهنا بات الناس ينشرون صورهم بكثافة وأخبارهم الشخصية على مدار الساعة ، وقد لاحظت أن من يكتب قصيدة أو محتوى عقلاني أدبي وفكري لايوجد صدى واهتمام من الكثير من عشاق ألفيس ، وهذا للأسف يؤكد أن المواضيع الجادة التي فيها الثقافة الحقيقية والأدب والتراث لم تعد تصلح سوى في المجاملات السطحية