البعبع الذي سيدخل بيتنا .. الامتحانات
أمل محي الدين الكردي
04-05-2023 01:12 PM
اليوم ونحن على ابواب الامتحانات التي تقلق بيوتنا لا زالت الامتحانات المدرسية او الثانوية العامة مشكلة معقدة ومستعصية لم يستطع الباحثين او التربويين بالرغم من كل الدراسات حلها او الوصول الى شكل ذهني متفق عليه من قبل الافراد او المجتمعات، فجميع الامتحانات التقليدية منها والحديثة لها عيوبها، وهناك الكثير من انواع الامتحانات منها الشفوية والموضوعية والتعبيرية .
تعتبر الامتحانات الشفوية من أقدم الامتحانات واكثرها شيوعاً لقياس مدى تحقيق بعض الاهداف التربوية ومن مزاياها انها تتيح الفرصة للمعلم عملية التعليم للتقييم الطلاب ومن عيوبها انها تأخذ وقت زمني كبير وخاصة اذا كان عدد الطلاب كبير، كما انه لا يمنح الطالب فرصة لمعرفة عمق استيعاب الطالب للجميع المادة الدراسية، عدا عن ان الاسئلة تدور حول اجزاء معينة من المادة ومنها ما يحتاج الى عمق التفكير للإجابة .
وهناك الامتحانات التقليدية وهي الاكثر شيوعاً في العالم وهي منذ القدم عُرفت وهي التي تظهر قدرة الطالب على تنظيم افكاره وقدرة الحفظ وقدرة التمييز بين الاسئلة والاجوبة وهي من السهل صياغتها واعدادها من قبل ذوي الاختصاص، ولكن عيوبها بأنها تثأتر تأثير كبير بالوضع الشخصي للمصحح، والوقت الذي يخمن للطالب للاجابة على الاسئلة ونضع هنا القدرات الذهنية لكل شخص، كما انها لا تشمل على اجزاء المادة كلها وهنا تلعب الاسئلة دور كبير بقدرات الطالب على الاستنتاج بصعوبتها او سهولتها حسب التركيز على اجزاء معينة من المادة والحكم على صعوبتها او سهولتها يتوقف على تقدير من وضع الاسئلة .
وهناك الامتحانات الموضوعية التي وصلت الى درجة لا يستهان بها من الدقة والاتقان والعدالة وهي الاسئلة التي يطلب فيها من الطالب الحكم على صحة العبارة ويتميز هذا النوع من سهولة الصياغة والتصحيح وقصر الوقت الا ان عيبها يعطى فرصة كبيرة للتخمين، هناك العديد من انواع الامتحانات مثل اختيار حسن الاجابة واسئلة التكميلية للعبارات واسئلة المطابقة واسئلة الاستدعاء التي يتطلب بها التواريخ المهمة واسئلة الرسوم والخرائط وعبارات الحذف وهناك الكثير من انواع الامتحانات التي زالت تؤرق نفسية ابناءنا وبناتنا .
ولكننا نؤكد بأن جميع الامتحانات واشكالها مشكلة قائمة لا ترضي كل الفئات ولا تلبي كل القدرات العقلية، وعلى الرغم من أن اغلب المؤسسات التربوية تقوم بأساليب الامتحانات الحديثة إلا أنه لا زال هناك ما يتمسك تمسكاً أعمى بالامتحانات التقليدية متخذين منها غاية لا وسيلة .
ومن عيوب مدارسنا انها توجه الطلاب على الامتحانات اكثر ما توجهم الى العلم وتوجيهم آلة الامتحان اكثر ما توجهم الى الحياة، وهذا ما يقتل روح الابداع والابتكار والاقدام على تحسين المستوى المحبب للدراسة والتعليم، فأصبحت مدارسنا تهتم بالامتحانات اكثر من فكرة التعليم واصبحت الانشطة المدرسية والاعلامية هي ما يسيطر على مدارسنا وعلى اصحابها، واذا تعمقنا بالمدارس الخاصة وكان هناك دراسة حقيقية لوجدنا اننا امام مأزق تجاري بحت.
وهذا دليل بأننا اولياء أمور اصبحت وظيفتنا بالبيت مدرسين لأبناءنا وأصبح أطفالنا أداة لملء عقلهم بالمعلومات للحفظ فقط بعيداً عن التحبب والتميز والارتقاء بالعلم .
نحن اليوم بعام 2023م ولا زال البعبع يؤرق بيوتنا وابنائنا بجميع اشكاله النفسية واضافة الى الجهد للتوفير المال من أجل الوصول بهم الى بر الأمان بشهادة رسمية .