علاقة تكاملية تربط الحرية الصحفية التي نريد، ومسيرة الإصلاح التي يسير بدربها الأردن كبوابة لمئوية تأسيس الدولة الثانية، فكل ما جاء بمنظومة الإصلاح بمساراتها الثلاثة تدفع باتجاه تعزيز الحريات المسؤولة، ورفع سقفها، وجعلها سلوك حياة.
واليوم، ونحن نشارك العالم الاحتفال بيوم حرية الصحافة العالمي، ونحيي ذكرى تأسيسه الثلاثين، نقف أمام حقائق كثيرة تؤكد أن إجراءات كثيرة اتخذت لغايات تعزيز الحرية الصحفية المسؤولة، ومنحها كما وجّه جلالة الملك عبد الله الثاني سقفها حدوده السماء، فسعى المعنيون بهذا الشأن من جهات رسمية وصحفية أن تتمتع الصحافة بحرية مسؤولة بمستوى جيد وإن كان ما يزال متواضعا لكن الدرب الصحيح الذي تمضي به الصحافة.
وجاء الإصلاح ليعزز من هذه الحرية، ويجعلها أكثر اتساعا، حيث أسس الإصلاح السياسي لحالة سياسية نموذجية تجعل من الشباب والمرأة وذوي الإعاقة وكافة المواطنين شركاء في الحياة السياسية من خلال أحزاب قوية منظمة ستكون هي من يدير واقع الحال في المملكة، بآراء حرة ومشاركة من الجميع، بصورة ديمقراطية نموذجية تؤشّر لها أفضل المدارس الديمقراطية في العالم، ليكون الباب مفتوحا للمشاركة والنقد الموضوعي وإبداء الرأي والرأي الآخر بموضوعية والمساهمة في صناعة القرار.
وفي مسار الإصلاح الإداري تم إنشاء وزارة الاتصال الحكومي التي تهدف لتذليل أي عقبات أمام الحد من الحريات، والوصول إلى حرية مسؤولة للصحافة، ناهيك عن أن وجود الوزارة يشكّل أداة هامة لدعم الصحافة والاعلام وتذليل أي عقبات أو تحديات تواجه مهامهم الصحفية والإعلامية، بحرص ومتابعة لحرية الوصول للمعلومة، وتوفيرها، كما أعدت مسودة السياسة العامة للإعلام والاتصال الحكومي استناداً لنظام التنظيم الإداري الذي أنشئت الوزارة بموجبه، ارتكزت على الدستور الأردني والرؤية الملكية للإعلام ووثيقة اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية والاتفاقيات والمعاهدات والالتزامات الدولية التي تؤكد حرية الرأي والتعبير واحترام حقوق الإنسان.
يصعب الحديث بلغة المطلق عن حرية الصحافة، وذلك عالميا وليس فقط محليا، فنحن نواجه مفهوما لمسألة حتى الآن لم يتم التوصل لتعريف عام لها، نظرا لخصوصية التعامل مع الحريات، لكن ما يُمكن حسمه أن الحديث عن الحرية هو حرية، بالتالي نعم نحن لدينا حرية صحفية ونسير بالدرب الصحيح، لا يزال هناك خطوات تحتاج عملا وانجازا، لكننا في بلد يتمتع بإرادة سياسية عليا بتعزيز الحريات وبحريات سقفها السماء، وبلد اختار الإصلاح نهج عمل وأسلوب حياة، لنؤكد كصحفيين في الميدان وصحفيين نتعامل يوميا مع المعلومة وربما نحن الأكثر دراية بواقع الحريات، نؤكد أننا نملك حرية صحفية مسؤولة على قدر هام وجيد.
(الدستور)