يحتفي العالم في الثالث من أيار من كل عام باليوم العالمي للصحافة، هذه المهنة النبيلة والإنسانية والمتعبة جدا لكل من عمل فيها بإخلاص، وجعل منها هدفاً لتغطية الأحداث ونقل المعرفة والتوعية والتثقيف للمتلقي بالعديد من القضايا والمواضيع وفي كافة القطاعات.

تحية إجلال وإكبار للصحافة الحرة، والصحافيين الأحرار الذين مارسوا هذه المهنة بكل حب وشغف، وجعلوا من المصلحة العامة أولوية على المصالح الشخصية.

في هذا اليوم لا انسى اول مرة دخلت فيها أستوديوهات نورمينا لأقدم أولى حلقات برنامج وصل صوتك البرنامج التلفزيوني الخدماتي الأقوى آنذاك، ولا زلت احتفظ بأول قلم كتبت فيه أولى حلقات وصل صوتك ذلك البرنامج الذي يحاكي هموم واوجاع الناس، ويستمع لأصواتهم وآرائهم وهمومهم ومشاكلهم ،ويتابعها مع المسؤولين وأصحاب القرار.

على مدار سنين من العمل كنت سعيدة وفخورة جدا باستجابة جلالة سيدنا الله اطال الله في عمره لحالة إنسانية طرحت في البرنامج آنذاك حينها "طرت من الفرح"، ولا انسى اتصال سمو الأمير علي في احدى الحلقات وحديث مهم عن احدى المباريات الهامة لمنتخبنا الوطني.

لا انسى تلك الحلقة التي غنى فيها صوت الأردن الشجي الراحل متعب الصقار رحمه الله والفنان نجم السلمان وغيرهم من النجوم فرحاً بفوز منتخبنا.

فكم من المسؤولين وأصحاب القرار الذي تم استضافتهم على مدار سنين من العمل، وكم من المشاكل والحالات الإنسانية التي طرحت من خلال البرنامج ، ولا انسى أيام ما كان يسمى بالربيع العربي ، ذلك الربيع الأسود ، وكيف كنا نقدم البرنامج وكيف نصل لموقع القناة في شارع كلية الرياضة آنذاك ، وما هي مشاعر الاردنيين وحرصهم على وطنهم ، والرسائل الوطنية والتوعوية الهادفة من الاردنيين من شتى المنابت والأصول، ولا انسى الاتصال مع الباشا حسين هزاع المجالي وكلماته المؤثرة والمؤججة للمشاعر ، ولا انسى كافة الأصوات الاردنية التي احتضنت الوطن وسمت وطبطبت عليه خوفاً وحرصاً على وطن لا يقدر بثمن .

فقد كان هذا البرنامج مزيجاً من الاذواق ومنصةً للذين يحترقون غيرةً على الوطن ، كما كان متنفساً لما ضاقت بهم الحياة ذرعاً او اغلق بوجههم باب احد المسؤولين ، وعملنا على مدار سنوات مع قامات من الزملاء وفريق عمل رائع ساعدنا خلالها العديد من الاسر ولبينا حوائج الكثير ممن طرقوا بابنا بالتنسيق مع أصحاب العلاقة واهل الخير، وكوّنا رصيداً من المحبة بعيداً كل البعد عن التشدق والبهرجة الكذابة في كل موقف .

فالحمد لله على هذا التاريخ الذي تعرفت خلاله على عدد كبير من المحبين من كافة انحاء الوطن وسُعدت سعادةً لا حدود لها بتقديم الخدمة وايصال الصوت وحمل رسالة هدفها خدمة الناس.

في هذا اليوم استذكر ايضاً، مجموعة من البرامج الاذاعية التي قدمت واحببت وكنت فخورة فيها على مدار 15 عاما مضت وانا البعيد البعيد عن ما يسمى السوشال ميديا التي لم احبها يوماً، ولم اهتم ولم اتابعها يوما ً وكانت تكفيني محبة الطيبين ممن يقابلوني في مناسبة ما او في صدفة معينة الا ان يوم الصحافة يذكرنا بما مضى وجعلني استحضر تلك الذكريات بكل حب.

كل عام وجميع الزميلات والزملاء بخير في هذه المهنة الشاقة و الممتعة بنفس الوقت، ورحم الله الزملاء شهداء الواجب الذين فقدوا أرواحهم في سبيل الدفاع عن الرسالة الصحفية الهادفة وكل عام والصحافة تزداد ألقاً وبهاءً ونوراً وأن تبقى دائما نبراساً للحقيقة.

*من الأرشيف / مجموعة من الصور القديمة على مدار سنوات...