العنف الأخير .. إنما العاجز من لا يستبد!!
د. ذوقان عبيدات
03-05-2023 10:05 AM
عملت قياداتنا الجامعية كل ما تستطيع، أطلقت رصاصتها الأخيرة، وانتصر الفاعلون الحقيقيون. على الضحايا من الطلبة. تأمل قيادات فاشلة عديدة، ولا أقصد قيادة بالذات، بل طريقة التفكير الأردنية، تأمل بأنها أنهت العنف كما توهمت بعد كل مرة! لم يتم أي تهاون بعد كل عنف، بل عاقبوا ورفعوا شعارًا باليًا مستمدًا من كليلة ودمنة: من أمن العقوبة أساء الأدب! عاقبوا وفصلوا وازداد العنف، وما زالوا يكررون أساليبهم نفسها! إنها حيلة العاجز، وإنما العاجز من لا يستبد!
قلت ذات يوم مرات: ليس لدينا قيادات ذات رؤى! لا رؤى تربوية، ولا إدارية، ولا حتى مجتمعية!
يأتي المسؤول ويملأ الدنيا صراخًا
بأنه سيطور، ثم يخمد بعد شهرين
ليبدأ عملية تصفية الحسابات!
عينوا رؤساء جامعات بالطريقة الأردنية المعهودة نفسها: ترضيات، تدويرات، توازنات، جهويات، لم تعجبنا، فبدأنا بملاحقتهم ليس حرصًا على حسن الاختيار، بل إسهامً في كسب النفوذ والسلطة، فاخترعنا ذريعة التقويم! كلنا نعرف منْ يقوّم منْ؟
ولماذا يتم التقويم! وماذا يقصد بالتقويم على الطريقة الأردنية، فبدلًا من أن تهتم قياداتنا بتطوير التعليم اهتمت بالتخلص من أشخاص وإدارات. والعرض القادم رؤساء جامعات! وبدلًا من تنظيم البيئة الجامعية، عمدنا إلى إرباكها! وإلّا ما الرسالة التي نرسلها حين نضع مسؤولًا ما تحت تهديد "التقويم بهدف العزل"!
كما اتخذنا قرارات بفصل عشرات الضحايا من الطلبة، سيقدمون عددًا من رؤساء الجامعات ضحايا مماثلة! أنا أكثر الناس ألفة بإجراءات التقويم على الطريقة الأردنية!
يا من فصلتم عشرات الطلبة،
ويا من انفتحت شهية الفصل لديكم؛ هل فكرتم بمصير هؤلاء المفصولين؟ هل فكرنا ماذا قدمنا لهم من حماية كي لا يفصلوا؟
إن أهالي الطلبة أرسلوا أبناءهم إلى مؤسسات تربوية لتبنيهم وتحميهم، وإذ بنا نتخلى عنهم عند أول إشكال!!
وإذا افترضنا أن الطلبة سلكوا مسارب عشائرية، أو جهوية فهل تتذكرون أن مسؤولي الدولة هم من يتغنون يوميًا بالعشائرية؟ وأن فناني الأردن يتغنون بالجهوية؟
غريب كيف نفكر بهذه الطريقة!
لا تفسير عندي سوى أننا لسنا تربويين! قلتم لنا؛ إن العنف الجامعي يبحث على أعلى المستويات؛ فهل هذا قرارها!! أم قراركم؟
وهل تعتقدون أنكم كتبتم الفصل الأخير! هل أسدلتم ستار العنف؟ وهل ستكون خياراتكم الجديدة أفضل من خيارات سابقيكم! وهل سيقبل من يليكم بخياراتهم!!! أرى أن الضحايا هم رؤساء الجامعات وطلبتها والمجتمع، لكن من فعل فينا كل هذا!! أرجّح أن قرار فصل الطلبة لم يصدر من الجامعات بل من جهات خارجها!!
هل صحيح أن العاجز من لا يستبد أم هو من يستبد فعلًا!!