لايسكت السياسي البارز ليث شبيلات ، ويعلن بصراحة ان على السلطة الوطنية الفلسطينية حل نفسها ، منددا باعتقالها لمئات المقاومين.
ليث شبيلات حالة خاصة في السياسة الاردنية ، فقد بقي للرجل ألقه وحضوره ، واحترامه بين الناس ، وهو اذ يعبر عن موقفه من السلطة الوطنية الفلسطينية ، ويقول ان القضية يجب ان تعاد للشعب الفلسطيني ، الا ان انه لايحدد كيفية اعادتها ، ومن سيأخذها شكلا ومضموناً؟.
مصيبة الشعب الفلسطيني في السلطة الوطنية الفلسطينية ، انها باتت مطلباً اسرائيلياً ودولياً ، لان اسرائيل استفادت كثيراً من السلطة ، بحيث نقلت الصراع من خارج فلسطين ، الى داخل فلسطين ، واراحت اجهزتها الامنية والعسكرية من ملاحقات الخارج.
الذي يعود بذاكرته الى قصة "اوسلو"يكتشف ان القصة لم تكن قصة ولادة دولة ، بقدر كونها ، اعادة جمع للثائرين والمناضلين واولئك الذين تم اختراقهم ، في ساحة واحدة ، وبحيث كانت المهمة اعادة انتاج "الثورة" للتحول الى سلطة متسلطة على الشعب الفلسطيني.
الكارثة ان كل مهمات الاحتلال انتقلت الى السلطة ، وهي التي تخلع اظافر المقاومة ، وتسجن الناس ، وقامت بترويض الضفة الغربية ، حتى شهدنا بأم اعيننا كيف اشعلت "رام الله" الشموع تضامناً مع غزة ، كأي عاصمة عربية او عالمية.
حل السلطة الوطنية الفلسطينية ، لن يكون ، لان اسرائيل ودول العالم لن تقبل بالحل ، ابداً ، في الوقت الحالي ، لان الحل يعني فتحاً للملف من جديد ، فيما حالة "التعليق" الحالية مفيدة جداً لاسرائيل ، التي انهت عمليا حل الدولتين ، بتوافق عربي سري ، واسرائيلي ودولي.
لااحد يتنبه الى الفاجعة التي تجري يومياً.سرقة الاراضي.بناء المستوطنات.تغيير الواقع السكاني في الضفة ، بحيث سنصل الى احد حلين ، اولهما تهجير الناس قسراً ، والثاني ، العيش تحت مظلة سلطة خدمات بلدية ، فيأكل الناس وينامون كغيرهم.
لنتذكر ان كل قضية فلسطين اليوم ، باتت مختصرة فقط بمعاناة اهل غزة ، فنسي الناس فلسطين المحتلة عام ثمانية واربعين ، والضفة الغربية تم تدجينها ، والقدس تم تهجير سكانها ، وباتت كل القصة ، قصة مؤونات غذائية وايصال للمساعدات الى غزة.
فلسطين ، من قضية العرب والمسلمين ، اعيد انتاجها لتصبح قضية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، وهو الممثل الذي حرق اوراقها ، مدعياً وكالتها ، في مهمة مدعومة عربياً واسرائيلياً ودولياً ، من اجل تصفيتها باسم اهلها.
السلطة الوطنية لن تحل نفسها ، الا بعد ان تنهي مهامها ،، ، وفي ذاك التوقيت ، سيكون السؤال حول من هو الوريث ، وماذا تبقى حتى يرث ، ومن سيسمح له بالورثة والنطق بأسم ايتام فلسطين وقضيتها.
اذا كان رئيس الدولة المنتظرة ينتظر تصريحاً من الاحتلال للخروج من رام الله ، لاي سفر كان ، هل سيكون قادراً على اخراج الشعب الفلسطيني من محنته بهذا المعنى؟،.
عزيزي ليث شبيلات ، الكارثة هي في "الوكالة المزورة" التي بيد البعض ، وكثرة شهود الزور عليها ، بأنها وكالة اصيلة وموثقة ومختومة.
...أليس كذلك،،،.
mtair@addustour.com.jo
(الدستور)