ما يحدث الآن نتاج طبيعي لسياسة الطبطبة التي مارسناها شعوبًا وحكوماتٍ على مر السنين الماضية.
نحن لم نعتد ان «نقول للأعور أنت أعور» في عينه. ولهذا استشرى الفساد وزادت أعداد «التنابل» الذين يحتلون وظائف ليست من حقهم. وقد اعتقدوا مع مرور الأيام أنها صارت من حقهم، بسبب «التواطؤ» الذي مهّد لهم الطريق، فتفرعنوا وصارت لهم آذان مثل آذان الفيلة، بينما بقيت قدراتهم أقل من قدرات نملة كسولة.
وعندما كان يصرخ أحدهم ويحاول «قرع الجرس»، كنت تجد ألف من يقول له «يا رجل سيب المركب ساير». أو وفي أحسن الأحوال «أنت شخص مثالي».
حشروا آلاف الكائنات في وظائف وكان معظمهم يكتفي بالحضور والتوقيع، ومنهم من كان يصله راتبه الى بيته دون ان يقوم من مكانه. فلان قريب المسؤول الفلاني. فلانة بتقرب لاقارب المسؤول العِلاّني، فلان تعيّن لأنه يعرف ابن خالة الوزير الفلاني، وهذا الموظف حصل على زيادة «استثنائية» لأنه يعرف المسؤول اللي زوجته بتقرب لبنت عمّ الموظف.
وتظل « الحسرة على أخو نصرة »
ـ مين نصرة ؟
وامتلأت مؤسساتنا ووزاراتنا وشركاتنا بكائنات « مدعومة « وكائنات « فضائية « هبطت علينا من « السماء» ومن تحت « الطاولات» وخرجت مثل الفطر من تحت الأرض.
هناك من تعامل مع وزارته والمؤسسة التي يرأسها كأنها « مزرعة» والده، يُعزّ فيها من يشاء ويُذلّ من يشاء ـ والعياذ بالله .
ولا أحد يقول له» وين رايح»؟
البعض خائف والبعض متواطىء والاغلبية يرددون مقولة» الشهر اللي ما لكيش فيه ، تعدّش أيامه».
وهذه النتيجة التي نحصدها اليوم» ناس فوق وناس تحت». « منافقون ومحبَطون»، « كائنات تعمل وكائنات تشتغل باللي بتشتغل».
و... « كازك ».. يا وطن!!.