في منتدى تواصل تذكرت كلمات من كتاب "مهنتي كملك" للملك الحسين بن طلال بأني نهضة الأردن طيب الله ثراه، أن الشعب الأردني هو بلا ريب من اكثر شعوب المنطقة حبآ للعمل واقبالاً ومثابرة عليه، أنه متعطش للمعرفة، تواق إلى الاطلاع راغب أن يتعلم وأن يعلم أولئك الذين لا يعلمون، أن شعبنا بالغ النشاط صابر مثابر لا تزعزعه الشدائد وليس من بلاد في الشرق الأوسط لم يشارك أردني في تنميتها وتطويرها فمهندسونا وأطباؤنا وخبراؤنا موجودون في سائر اقطار الأمة، من إلى اقاصي شبه الجزيرة العربية، يفيدون شعوبنا الشقيقة بعلمهم وبخبرتهم إنني جداً متفائل بمستقبلنا، وليس من سبب يدعو الآن نصبح في بضع سنين مثلاً يحتذى للبلاد التي تحيط بنا

ولقد قالها ولي العهد الحسين بن عبدالله، للهمة الأردنية جرأة يُشهد لها. لم ولن تخذل الأردن في يوم ونحن اليوم رافعون رأسنا بشهادة العرب والعالم لنا بأخلاقيات عملنا ومهنيّتنا، حيث يقود سموه، المشهد الشبابي، وذلك بتوجهات مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني، الأمر الذي يجعله أقرب للشباب وذلك من خلال الاستماع إلى طروحاتهم وأفكارهم التنموية التي تحقق بيئة مستقبلية ابتكارية تنموية، والتزاماً من صاحب السموّ الملكيّ الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ببناء مستقبل مشرق لشباب الأردن، يستند إلى إلهامهم وتوجيههم للمشاركة في خدمة وتطوير مجتمعاتهم، تم تأسيس مؤسسة ولي العهد، والتي انبثقت مبادراتها في جميع محافظات المملكة لتجسّد على أرض الواقع إيمان سموّه بأن الشباب الأردني على مقدرة من تحقيق أعظم الإنجازات إذا تم تسليحهم بالمهارات والوسائل اللازمة لتأدية دورهم في العملية التنمويّة كمواطنين فاعلين.

منتدى تواصل الذي عقِدُته مؤسّسة وليّ العهد لِطَرح عدد من القضايا الوطنية التي تُحاكي تَطَلُّعات الشباب، وعَرض وتحليل الواقع والتحدّيات من خلال مجموعة من اللقاءات والجلسات الحواريّة والمُقابلات مع ذوي الاختصاص وأصحاب الخِبرة، للاستفادة من التجارُب والخِبرات وتوظيف الابتكار لاستشراف مُستقبل أفضل، فعمل المنتدى على خَلق مساحة تفاعُلِيّة تم من خلالها تبادُل الرُؤى والأفكار بين الجهات الرسميّة والخاصة والأهليّة والفعاليات الشبابيّة المُختلفة، لإثراء معرفة مُمَثِّلي الجهات المُشاركة حول أهم المُستجدّات على الساحة الوطنيّة، فقدم المنتدى تجسيداً للتواصُل كأداة فاعِلة تَهدِف إلى تعزيز المُشاركة المدنيّة لدى الجميع، وترسيخ القِيَم الديمقراطية وضمان مُشاركة المواطنين في عملية صُنع القرار، سيّما عَقب الجهود الأخيرة التي أرست مساعي التحديث على قواعدٍ ثابِتة، ما ميِّز منتدى تَواصُل هو التفاعُل في أجواء غير رسميّة، تسودها الصراحة والشفافيّة والتَنّوُّع في المواضيع المطروحة، لقد شارك في جلسات المنتدى أكثر من 500 شابة وشابة يمثلون مؤسسات في شتى المجالات تبادلوا المعرفة والآراء المتخصصة وشاركوا في استطلاعات وأسئلة ضمن تواصل فعال وثري.

لقد أكد سمو ولي العهد في مستهل مشاركته في منتدى تواصل أن الحوارات التي تمت في المنتدى مجدية وكانت دون قيود، وعلينا التحدث بصراحة دون تجميل للواقع، أو إنكار للإنجازات، حيث تحدث سموه ضمن محاور كبيرة تحمل في طياتها رسائل كبيرة، وأفكار نيرة للمضي قدوماً في المستقبل الواعد ليكون الأردن في مصاف الدول المتقدمة، لقد سلط الضوء على جهود الشباب المبتكر الريادي، حيث تحدث ضمن محاور متعددة وهي التحديثات السياسية والاقتصادية والإدارية والرؤية المستقبلية للمملكة والتعليم التقني.

لقد رأينا جراءة في الطرح دون قيود، واستمع الشباب لأصحاب الاختصاص والخبراء، لقد شاهدنا قصص نجاح كان لها الأثر محلياً وعالمياً، فقد قدم الشباب أفكارهم وطروحاتهم للمسؤولين أصحاب العلاقة، وتم نقد السياسات الاقتصادية السابقة، تعظمت إنجازات الدولة عبر المئوية الأولى، وكيف من الممكن تفادي العقبات ضمن المئوية الثانية، شكراً حضرة صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله ولي العهد المعظم، لهذا المنتدى، الذي يحاكي عقول وتطلعات الشباب، شكراً فريق عمل مؤسسة ولي العهد، على هذا التنظيم والعمل المبدع، الذي عكس المهنية الكبيرة للمؤسسة، فحقاً مؤسسة ولي العهد تعمل وفق خطط وبرامج استراتيجية طويلة الأمد، وأقولها بملء فمي، تعجز مؤسسات تعمل مع الشباب على عقد منتدى بهذا الحجم.