صرخة مقهورة في عيد العمال
أمل محي الدين الكردي
01-05-2023 01:28 AM
عيد العمال او يوم العمال الذي يحتفل به العالم في 1 ايار من كل عام هو يوم مخصص للاحتفال بنهضة العمال والنضال الذي قاموا به من السلف للحصول على حقوقهم المشروعة والاحتفال بالانجازات الاجتماعية والاقتصادية التي يتم تحقيقها من قبل فئة أنجزت لهذا اليوم .
عُرف العيد في القرن التاسع عشر في امريكا وكندا واستراليا فقبل الاعلان عنه في تلك المناطق كانت شيكاغوا تخوض نزاعات وخلافات عالمية دفاعاً عن العمال.
ولكنني اليوم اتذكر نساءً واطفالاً كانوا وما زال الكثير منهم يشتركون في عملية الانتاج نتيجة الفقر والبطالة ورخص الايدي العاملة ،ولا زال هناك القصص المؤلمة التي تتحدث عن جنوح الاطفال واستغلالهم للعمل في التسول والبغاء والعمل الشاق التي لم تستطع قوانيين العالم ان تعيد لهم ابتسامتهم المشرقة وفرحتهم المعذبة أسوة بالاطفال الاخرين.
أما في الاردن التحديات التي تجتمع سلباً على سوق العمل والذي يعاني منه منذ البدء اسوةً بالاسواق الاخرى والمعروفة دفع العديد من الأسر الى توجيه اطفالهم الى العمل من ذكور وأناث مثل العمل في القطاعات المختلفة الخطرة وابرزها التسول الذي نراه امامنا كل يوم في محيطنا وعلى ابواب المنازل والاشارات الضوئية والمطاعم واماكن مختلفة الجميع يراها كل يوم دون انقطاع حتى اصبحنا واثقين بأنها اصبحت وظيفة رسمية لهم من أجل المنفعة الى أسرهم الفقيرة حيث اصبحت وسيلة التسول تجني من الثمار المادي أكثر من العمل بسبب ساعات الدوام والاستغلال بأمور اخرى .ولكن هذا الثمن له عديد من الانتهاكات عدا عن التنمر عليهم ومعاملتهم بالسخرية او تعرضهم للضرب من الاخرين عند الحاحهم بالطلب او الاستفزاز بين الطرفين او تعرضهم للحوادث المختلفة مثل حوادث السيارات او الحوادث الجسدية او الامراض الاخرى التي يتعرضون لها من الشمس والبرد او تعرضهم الى الادمان او تجارة المخدرات هذا بالنسبة الى الذكور او الاناث ولكن ما يزيد على ذلك التحرش والاغتصاب والاستغلال الجسدي وهذا ليس بعيدا عن مجتمعنا الذي لا زال البعض لديه التفكير الذكوري وقلة الاخلاق.
اليوم وصلنا الى نصف عام 2023م ولا زلنا نتحدث بلغة ايجاد قوانين تحميهم ولغة اخذ التعهدات على الاهالي ،ونحن لا زلنا ننتظر المنظمات والمؤسسات للتطبيق وايجاد قوانين واسعة من اجل الحد من هذه الظاهرة.ولكنني لا اضع اللوم على الحكومة لكن هناك الاسرة ولكن عملية انفاذ القانون على هذه الفئة لا زالت تحمل اللغة الضعيفة ،واننا لا ننكر وجود جائحة كورونا التي زادت من الاوضاع الاقتصادية السيئة للمجتمع وزيادة وضع الاطفال في سوق العمل والذي يشير الى القلق بأن الاحصاءات العامة لعام 2016 ان عدد الاطفال بين 5-7 يتجاوز 4 ملايين طفل يعمل منهم 69661طفلا و44917طفلا يعملون في اعمال خطرة هذا بالنسبة لعام 2016م .
علما بان الاردن كان من اوائل الدول التي صادقت على الاتفاقيات الدولية من اجل حماية الاطفال الا ان ظاهرة عمالة الاطفال وما يتبع من استغلال بجميع انواعه لا شك يقلق الوزارات والمنظمات التابعة للمجتمع المدني ولكن نحن بحاجة الى حماية اطفالنا من الذكور والاناث بانفاذ القانون وتفعيله وايجاد الحلول المربوطة بانفاذ القانون معاً من اجل الحصول على بيئة خالية من السلبيات التي ستنتقل الى اطفال اخرين عن طريق الاستغلال او التقليد او الفقر او ايجاد بيئة من اجل امور اخرى من قبل افراد يتحكمون بهم من اجل تحقيق مآربهم وكلمة المآرب تحمل وتحتوي وتشكل قصص وكلمات كثيرة نحن بغنى عنها.
اتمنى ان ارى اطفالنا اطفال المستقبل بعيدين كل البعد عن هذه البيئة السلبية وان تعيد ابتسامتهم واشراقتهم بمنظومة حماية قانونية بالتعاون مع كل الوزارات وايجاد مظلة مالية تحتويهم لتحافظ عليهم.
ولنجعل شعارنا من اجلهم (لا زلنا مقصرين ..معهم ) لنجعل لهم مستقبل مشرق.