ال حسين ونس المستقبل .. وقرة عين ابيه
أحمد سلامة
30-04-2023 03:06 PM
ينتابني ذاك الشعور الذي يهيمن على المخضرمين دوما حين يكتبون عن الحاضر ودلالات الماضي تلاحق نواياهم بمنتهى الصدق، والوضوح ايضا لم يكن سهلا علي ان اكتب عن الحسين (بهجة الاردنيين) وليا للعهد وانا الذي وقفت طوال حياتي الكتابية على مفردة كانت دوزان كل ما كتبت (الحسين الجد) رحمه الله وامد في عمر الحسين الحفيد والملك عبدالله..
لقد عطف علي الحسين رحمه الله روحه وعاشرته وارسلني كاتبا له، واكملت السيرة المهنية مع الوريث الشرعي للملك (بضم الميم) سيدنا عبدالله… ولم يخطر ببالي ان احظى بشرف الكتابة عن سمو ولي العهد الحسين بن عبدالله، ذلك ان زمنا هاشميا جديدا واردنيا اكثر جدة
استلزم ان يتقدم لمتابعة واشهار الحسين بن عبدالله صحفيون وكتاب اليق من جيلي واكثر نضارة، ويشتبكون مع اولويات العصر بصورة اكثر مثابرة.. لكن الله اكرمني ورايت بحب عارم طلة سمو ولي عهد مليكنا في موتمر اطلق عليه اصحابه (صفة تواصل) ولم اقو على كبح جماح نفسي من الكتابة عن هذه الطلة الهاشمية التي ملاءتني، رضا ومباهاة واطمئنان للمستقبل باذن الله لان الجيل الهاشمي الجديد الذي يعبر عنه سمو ولي العهد يثير الهيبة ويثير الفخار ويرد الماء للنهر…
لا سباب عديدة ليس هنا الموقع المناسب لتناولها، لم اتمكن من مجالسة او التشرف بلقاء سموه وما عرفته عن سموه قبل طلوعه مثل طلة الفجر علينا امس كان محصورا في ثلاثة ملاحظات اعتمدتها لثقتي بمن قالها لي:
اولها:
كانا توكيدا عارما بالمحبة والدهشة يعمران قلب الصديق بشر الخصاونة كلما الححت عليه في السؤال عن سمو ولي العهد ودوما وقبل تسلمه لولاية الرئاسة.. كان يثير فيي حبا ويعزز الولاء لما يغدق على سموه من سمات طيبات ومبشرات
الثانية:
كعادته في الاختصار والتكثيف نقل الى جمعتنا الطيبة الزميل الغالي سمير الحياري انطباعاته كصحفي دوما يلتزم التعمق في النقل لاجواء ومزاج سمو ولي العهد حين اكرمه بلقيا اخذ فيها سمير كل وقته في التدقيق والسؤال والتمحيص والتقاط الاشارات، وكان تقييمه للجلسة ان سموه (دافيء، مليء بالحب، واع لما يدور، متعمق في قضايا الهم الداخلي حتى السعي لايجاد الحلول)، وكان سمير مرجعا معرفيا لي في الاطلاع على مساحات وعي سموه.
الثالثة:
حين زار سمو ولي العهد البحرين قبل سنين ورتب له الصديق رامي وريكات لقاء مطولا مع شباب الاردن في البحرين كان ولدي (فراس) الذي كان يعمل في ديوان سمو ولي عهد البحرين انذاك ممن تشرفوا بذلك اللقاء، قال لي فراس بليلة اللقاء جملة لم تغب عن روحي طوال السنوات الفارطات.. قلت له: كيف سموه !!
اجاب: "تشرفت يا بابا انه سمو ولي عهد بلادي لان اجمل ما فيه قدرته الخارقة على اتقان فن الاستماع ومنح كل راغب التعبير عما يريد قوله".
بالاجمال.. لم يتسن لي معرفة سموه مباشرة الا في حفل تواصل امس، بدا حفظه الله واثقا باكثر من اللازم ورغم كل روح الخطابة التي شدته قليلا، إلا أن راحة في ملامحه قد طغت على شدة خطابيته، وكان مليئا بالمعرفة وقادرا على الارتجال ذاك خصلة اولى للزعامة التي رافدها ينبع من معين اقدم سلالة بشرية حكمت وتحكم حتى تقوم الساعة باذن الله، تدربت على الحكم وكان فائض قيمتها الرحمة والاعتدال، ومصدرها النبوة، ودورها المنتظر تتميم مكارم الاخلاق..
من احق بـ الحسينيين في سلالة الحسن بن علي بن ابي طالب الجمع بين معنى الافتداء الحسيني للامة، والسعي لتحقيق الاجماع عبر مثابرة المدرسة (الحسنية)،
سافتح خطا على سيرة السلالة التي وعدنا الله سبحانه ان يذهب عنهم الرجس ويطهرهم تطهيرا فاقول، كان الحسين دوما في عبر التاريخ الهاشمي (المفادي) الذي يتقحم الصفوف ولا يهتم بروح تزهق او د م يراق او عرشا ينتقل، كل همه (الحسين) الحفاظ على الشرف الهاشمي، وحماية الامة، ورفع ميزان العدل، كما ان الحسنية ادت واجب حماية الاجماع للامة وللسلالة على مدار تاريخ السلالة… فليس غريبا ان تكون هذه الطلة ل الحسين تنفح فينا رغم كل القلق الذي يساور الامة بمستقبلها من السودان حتى القدس ومن عدن الى الرقة..
ذلك الونس الجميل والامل الواثق الذي بدا في محيا (ابو عبدالله) امس حين شكر خطيبته السيدة رجوة على الحضور كان شيئا مدهشا ذاك الاختراق الذي حققه الحسين في نبرته لبعث واحياء الامل في نفوس كل من سمعه..
إن إنشاء الدول شيء، والقدرة على الاحتفاظ من قادتها على الارتقاء بها شيء اخر، لقد ارتقى الحسين امس بدولتنا خطوة مبهرة ورشيقة ومحببة.. بالامس كانت مداخلة ولا اقول خطاب الحسين امس، عذبة، ورقيقة، وحقيقية، وفيها اصالة تليق بهاشمي يحمل الطف المعاني في اسمه.. اوليس عمر بن الخطاب اول من حمل لقب (امير) في امة العرب من ارشدنا الى حكمته (لكل امريء من اسمه نصيب)
ويا لسعة حظك من نصيبك (يا بو عبدالله)
الحسين
الحسين هو برقنا حين يخفض الضوء في العالم العربي والحسين زهرنا وزهونا وروح عزتنا هو الحسين بن علي من دفع اخر ٢٥ الف دينار ذهب امتلكه ليعاد للقبة القها وهو الحسين بن طلال الذي اكرمنا في حياتنا (فاطعمنا من جوع وامننا من خوف) وهو الحسين بن عبد الله باذنه تعالى وبرعاية من الله وبتوجيه من ابيه الملك النبيل عبد الله من سيخترق فينا عالم الغيب الصارم المقلق الى عالم الغد الواعد المشرق،
اولم يتحدث بالامس عن الذكاء الصناعي؟! والتعليم والحرية والمساواة والبطالة وفرص الحياة وجسارتهم لتحديد مستقبلهم، كل هذا
من روائع واختيارت الحكم النزيهة والمستقبلية
كان الحسين امس، وردا وسعد ومجدا، ومداخلته اكثر من مطمئنة،
فقط يا لجمال الروح لو ان المداخلة القت الضوء على ضرورة ذكر (روايتنا الوطنية) الجيل الذي يجلس في القاعة بحاجة ان يذكره قائده ومثله الاعلى دوما وابدا،
اننا مجتمع ينتمي لقيادة تاريخية توحدنا وجيش عربي يجمع وحدتنا، وان اجدادنا متماثلين، وان اعداءنا من جيوش الجهل والتخلف والفرقة والفقر لم تزل باسطة ذراعيها بالوصيد، وعلمنا نجمته سباعية ونشيدنا (عاش المليك).. نحتاج يا سيدي ان يكون توجيهك نحو اعادة خلق روايتنا الوطنية هو الناظم لكل ادوات التقدم من تعليم وذكاء صناعي وسوشال ميديا وخلافه عاش الملك ادام الله عز ولي عهده الجميل
ودعوه على سجيته انه اجمل منا جميعا وافصح منا جميعا واعمق منا كلنا ان الحسين بن عبد الله بن الحسين بن طلال بن عبدالله بن الحسين بن علي بن عون القتادي الادريسي حفيد ابو نمي وبركات وختمة سلالته نبي عربي هاشمي ربط الله سبحانه الدعاء له بالصلاة على نبيه وتلك سلالته ونحن مواطنوه ومن كان يدانيه في ارومته وعظيم خلقه وحسن خلقته فلينتظرنا على طرف الوادي..