عن الكتابة والرواية والشخصيات
نوال القصار
30-04-2023 10:53 AM
منذ أن بدأت شغف القراءة في الصفوف الابتدائية وأنا أحلم بكتابة رواية، غير أن حلمي تحقق في وقت متأخر من حياتي المهنية التي خضت فيها عدة مجالات وآخرها الصحافة التي قادتني إلى كتابة روايتي الأولى في العام 2012.
الكتاب رفيقي طوال ساعات النهار التي يتسنى لي فيها سرقة بضع دقائق أقرأ خلالها ما تيسر من الحرف والكلمة... وقد ينتهي الأمر بي إلى قراءة عدة صفحات.
أما الكتابة، شغفي وحياتي فإنها تبدأ بفكرة أخطها على ورقة قريبة أو على صفحة الكمبيوتر. ومنذ أن بدأتُ كتابة أول رواية اكتشفت أن الشخصيات التي تتجسد أمامي على الصفحات تأخذني رغماً عني إلى أحداث وتجليات لم تكن تخطر ببالي. تفرض نفسها على الحدث والحوار والمشاعر وحتى رسم البيئة التي تدور فيها الأحداث، كل ذلك بعيداً عن خط الفكرة الأولى الأصلية الذي يبقى جوهر الرواية ولكن تنبثق عنه قصص أخرى قد تصبح جوهرية في متن القصة المبدئية.
وفي تجربة كتابة الرواية وجدت أن بعض الشخصيات تتمرد على الخط المرسوم لها وتحاول الخروج من بوتقة الاستسلام، على سبيل المثال، أو الرضوخ والخنوع، أو عن كونها شخصية سلبية أو تحيك المؤمرات الشريرة للشخصيات الأخرى في الرواية أو حتى أن تقع في حب شخصية محددة بعينها من شخصيات الرواية لأجدها تختار شخصية أخرى تقحمها في الأحداث على نحو غير متوقع.
ومع ذلك تختلف التجربة من كاتب إلى آخر حين يضع الكاتب شخصيات معينة ضمن خط روائي محدد منذ البداية حتى النهاية: أقول مرة أخرى تختلف التجربة من كاتب إلى آخر ولا يمكن تعميم تجربتي في الكتابة على نطاق كبير وقد يختلف الزملاء معي في هذا الرأي... وفي النهاية الكتابة شكل من أشكال الإبداع المختلفة وكل الاحترام والتقدير لكل القامات الأدبية المبدعة.