في كل حادثة عنف: في الملاعب، في الشوارع، في المدارس، وحتى في الأسرة، يظهر أمامنا من يقول: هذا طارئ على مجتمعنا، وهذه فئة مندسّة؛ لذلك فهم يمطروننا بحلولهم السطحية، وسنضرب بيد من حديد، وسنعاقب، ونفصل...!
اجتمع قادتنا التربويون في المجالس، وقرروا زيادة الحراسة الأمنية، وقرروا زيادة الكميرات للمراقبة العامة، حتى طالت عصافير الجامعة! تخيلوا! هذه حلول التربويين الذين يقودون مؤسساتنا.
وعودة إلى ما قلناه سابقًا ومرارًا: العنف مصدره تربوي؛ فالعلاقات التربوية تتسم بالوهن والتوهين، ومن أمثلة ذلك: علاقة الطلبة بالجامعة واهنة، وعلاقة الطلبة بالمدرسين واهنة، علاقتهم بعضهم ببعض واهنة، وعلاقتهم بالكتب واهنة، وعلاقتهم بشجر الجامعة وزهورها أيضا واهنة.
إذن: ما الذي نتوقعه؟ صرّح مسؤول تربوي - مع الأسف - أن حادثة العنف الجامعي الأخيرة تُبحث على أعلى المستويات، فبدلًا من أن تُبحث في المجالس التربوية، أو في لجان تربوية؛ لأنهم يثقون بأن مجالسهم "واهنة وواهية" - وما خُلقت لهذا على رأي ذلك الشيخ – فقد بحثوها على أعلى المستويات، وما هذه الأعلى؟ مؤسّسات أمنية؟ رقابية؟ سلطوية؟ لطالما قدمتم حلول هذه المؤسّسات، ففصلتم، وحرمتم، وراقبتم! لكنكم لم تفلحوا! يا سادتي، وليس بين المسؤولين سيدات؛ يا سادتي: كررتم حلولكم العقابية المناسبة لعقليتكم، وتسطيح ثقافة حلولكم ولم تفلحوا أيضًا!!
المطلوب هو: ماذا قدمتم من مناهج لطلبتكم؟ وما ثقافة مؤسّساتكم؟ وما مستوى ثقة طلبتكم بكم؟ أكرر، فإن ثقة الدولة بكم لا تكفي، لتكونوا قادرين على ابتكار حلول غير عقابية!
- مطلوب مدرسة ديموقراطية قيَمية أخلاقية، تُعِدّ الطلبة لحياتهم وأعمالهم!
- مطلوب تعليم مهارات الحياة لا مهارات المواد الدراسية.
- مطلوب تطوير التعلم وليس الامتحانات!!
- مطلوب مناهج حياتية وليس كما تضعون!
- مطلوب تنمية ثقافة "الحب"؛ بدلًا من ثقافة المنع!
لقاؤنا في مقالة قادمة سيكون حول عنف جديد إذا بقي تفكيرنا على ما هو!!!