ما اكثر الصالونات السياسية في عمان تلك التي يديرها مسؤولون سابقون ، حيث تحفل هذه الصالونات بالكثير من الشائعات حول توقعات المرحلة القادمة في الأردن ، وكأنّ الجميع باتوا محللين سياسيين .
لا نشك بأننا على وشك الدخول لمرحلة جديدة في الحياة السياسية ، والجميع يراقب المشهد بصورة حثيثة خاصة ما يتعلق بوضع المجلس النيابي في الفترة المقبلة .
فتوقعات الحل للمجلس باتت رائجة هذه الايام بحجة تنفيذ ما قدّمته اللجنة الملكية للتحديث والتطوير ، وأن المرحلة مهيأة لذلك ، ولدينا أحزاب قادرة على المشاركة في الإنتخابات النيابة والتفاعل والتعاطي مع ما هو قادم .
والشائعات طالت الحكومة أيضا ، مابين البقاء أو الرحيل ، وأجزم بأن هناك من يرغب برحيلها لأهداف شخصية بحتة ، مع العلم بأن المواطن غير معني أبدا لا بالحكومة ولا حتى بالمجلس النيابي ، فمن يرحل يرحل ومن يبقى أهلا به .
يشغلون أنفسهم بأمور هي من صلاحيات جلالة الملك حصرا ، وأعتقد بأن الملك يراقب المشهد الداخلي جيدا ، وهو صاحب القرار الفصل ، سواء ما يتعلق بالحكومة أو البرلمان ، فاتركوا الأمر لصاحب الأمر .
صالونات السياسة تكثر فيها ؛ ليس فقط الشائعات ، بل النميمة أيضا ، بدل أن تكون هذه الصالونات مصادر للفكر والحوارات الهادفة ، وإنما مراكز لبث ما يروق في أنفس القائمين عليها .
جميعنا نرغب برؤية أردن ديمقراطي مختلف ، ومشاهدة حياة سياسية نعتز بها ، ولكننا لا نرغب في تلويث أسماعنا بإشاعات آن لها أن تنتهي ، وكل شيء بوقته حلو كما يقولون ، وحمى الله بلدنا من كل شر ومكروه .