نحو حل جذري للفيصلي والوحدات
موفق محادين
21-12-2010 03:28 AM
في تجربة سابقة لفريقين عراقيين قبل الاحتلال الامريكي, قررت السلطات العراقية شطب الفريقين وتشكيل فريق جديد منهما هو الزوراء وذلك بعد ان تحولت مباريات الفريقين السابقين وهما الرشيد والكرخ على ما اظن لمناخات طائفية, ساهمت بالتأكيد في تغذية المناخات الطائفية التي سهلت الاحتلال وتحطيم العراق... ولعل بلدنا, بحاجة اليوم الى استعادة تجربة الزوراء او ما يماثلها حفاظا على الوحدة الوطنية ودرءا لاي توظيفات سياسية معادية تحضر الاردن لاحتقانات اقليمية تخدم العدو الصهيوني وتسانده على تصدير ازمته وتصفية القضية الفلسطينية في دول المحيط خاصة الاردن..
ولن تخسر الرياضة في الاردن اي شيء من هذه الخطوة, فنادرا ما قدمت الفرق الاردنية نتائج تذكر على صعيد المسابقات العربية والدولية, ويسمح لنا فريق الفيصلي الذي حاز على بطولات اسيوية بالقول ان هذه البطولات من الدرجة الثانية.. ولم تكن نتائج الوحدات على الصعيد المذكور افضل من غريمه.
وتأتي اهمية استعادة التجربة العراقية من الاعتبارات التالية:-
1- البنية الاجتماعية الضعيفة, فالاردن لم ينجز بعد مشروع الاندماج المدني.
2- التوظيف السياسي للاحتقان الاقليمي سواء من جهة العدو الصهيوني المتربص بنا لادارة (حرب اهلية) على الطريقة اللبنانية او من جهة بعض القوى الاقليمية من الطرفين التي تسعى لصرف الانتباه عن خياراتها السياسية في هذا الاتجاه وتصريف طاقة الجماهير واحتقانها الطبقي والاجتماعي والوطني على المدرجات بدلا من انتزاع حقوقها الاخرى وخلط الاوراق (فقراء ضد فقراء) بدلا من توحيد فقراء القرى والمخيمات ضد الذين يستغلونهم من الطرفين, ورأينا على سبيل المثال كيف سارعت المافيات المتنفذة في مصر والجزائر الى توظيف مباراة المنتخبين لدمج الفقراء في خطابها وتضليل الرأي العام في البلدين.
3- اخيرا وفيما يخص الوحدات تحديدا فافضل مرة لجمهور هذا المخيم ان يعود الى تقاليده الوطنية وصور قادته الوطنيين وشهدائه ويعيدها الى الحيطان والجدران بدلا من صور اللاعبين ايا كانت مكانتهم ومواهبهم الكروية..
ولا بأس هنا من سرد الحادثة التالية: قبل سنوات وكان فريق ذات راس من الكرك قد وصل الى الدوري الممتاز طلب من بعض الشخصيات الكركية تشكيل مجلس لمؤازرة الفريق ودعمه, وقد اعتذر العديد منهم عن ذلك بعد ان ادركوا ان مزاج الشباب في الكرك قد يتحول من الاهتمام بالقضايا العامة والشأن الثقافي الى الملاعب وتصريف طاقته فيها.. ومن المؤسف ان الفريق الذي عاد الى الدوري الممتاز ترك خلفه تصدعا عشائريا كبيرا ناهيك عن الانقلاب الكبير في مزاج شبابي ارتبط بتاريخ الاحزاب واهتماماتها.
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)