وزارة الخارجية للاردنيين والاردن هذا هو مفهومنا لوزاراتنا كما هي وزارة التنمية لفقراء الاردن والزراعة لمزارعي الاردن والصناعة لاقتصادي الاردن والعمل لعمال الاردن وغيرها وغيرها ومن هنا نرى ان الوزارات لها ادارات في المحافظات والمناطق الاخرى لخدمة الاردنيين كل في موقعه والمفروض ان تكون وزارة الخارجية كذلك فلديها سفارات في مختلف الدول ويجب ان تكون هذه ايضا للاردنيين وتعمل لاجلهم والا لماذا تنتشر في اصقاع العالم وما هي الجدوى منها ان لم تكن كذلك.

نحن لا ننكر الدور الاخر للسفارات في العلاقات مع الدول ولما له من اهمية اساسية وهذا الدور هو لخدمة الاردن كدولة والاردن كشعب لهذه الدولة والمواطن الاردني الموجود في هذه الدول هو من اولويات اهتمام سفاراتنا في الخارج المفروض ان يكون.

فالسفارة هي شرعيتهم في هذه الدول ومنها يستمدون قوتهم وانتماءهم لبلدهم وتواصلهم وارتباطهم مع الوطن فهي الوطن الصغير لابناء الوطن في خارج الوطن وهي الملجأ والملاذ والراعية الاساسية لهم في كل الامور لتي تواجههم في حياتهم خارج الوطن.

ان تكون مشرعة لابناء الوطن هو الاساس فمنها سيتزودون انتماء ومنها يستزيدون تواصلا والاردني بوجوده داخل سفارته وبتواصله معها يشعر وكأنه في وطنه وغير منقوص من هذا الحق الشرعي له فالسفارة هي الاقوى في الدفاع عنه ان تعرض لأي إشكال فهي تستمد قوتها من قوة الوطن وتمثيلها الحقيقي للوطن في الدول الاخرى.

هذه في الحقيقة ابجديات اساسية في دور السفارات وما قادنا لهذا الموضوع هو ان هذه الابجديات منقوصة في بعض سفاراتنا فهناك حالات استثنائية لواقع يجب ان يكون بلا استثناء وقد نرى ان الاستثناء هو عمل مختلف وفريد من نوعه لاناس يختلفون في العمل عن ما هو موجود مع ان مثل هذا الاختلاف يجب ان يكون هو الاساس لان السفارات هي اردنية ولماذا هي ان لم تكن تعج باردنيتها بدل التقوقع وان تتفاعل مع اردنييها بدل الانغلاق.

العمل الدبلوماسي هو فن التعامل مع الاخر وما فائدة ان اتعامل مع الآخر وانا غير متصالح مع نفسي فتفاعلي مع ابناء بلدي في الارض البعيدة يزيدني دفئا وعمقا في الانطلاق والاخلاص لعملي خاصة وانا مدرك كدبلوماسي انهم هم من يحتاجني في بعض الحالات وانا لا احتاجهم رغم اهميتهم بالنسبة لي كجالية موجودة على ارض غير ارضها ولكن لها الارض في سفارتها فالسفارة هي ارض اردنية وحق لكل اردني من حيث المعنى المعنوي والمجازي لان من يمثلني هو مني وانا منه ومنه استمد اردنيتي وانتمائي ومني يستمد هو ايضا لاننا ابناء وطن واحد.

استذكر في هذا المجال انموذج قدوة يجب ان يكون واستذكره لانه الان في دار غير الدار التي نحن بها وهو السفير المرحوم عوض ابو عبيد الذي يذكره ان لم يكن كل الاردنيين فغالبيتهم على ارض دولة الامارات العربية فكان هو عامل انتماء وطني لهم يشحنهم من خلال اللقاءات بجرعات وطنية تشدهم دوما لوطنهم وكان يزيدهم تواصلا مع الوطن بتواصله معهم ومن رؤيا المرحوم عوض ابو عبيد يجب ان تكون الرؤيا والعمل والاخلاص ومن مثله يجب ان يكون الاردنيين الممثلين لبلدهم واعتقد ان البعد الثقافي والارث المهني كان لهما الدور في هذا المجال وايضا كشخص له الاستعداد لان يكون اردنيا زائدا في انتمائه ومجسدا لهذا الانتماء باخلاصه لعمله وتواصله مع من هم منه وهو منهم.

اعادة النظر في المهام ضرورية ويجب ان تكون والمهام تتطلب اشخاصا متناسبون معها دوما لان مثل هذه المواقع وجدت لمن يتمثلها لا لمن يمثلها رغم انه سمي ممثلا وهذا لا يعني ان يكون بالاسم فقط بل يجب ان يسبق الاسم الفعل دائما فمن يفعل الفعل الناجح هو الذي يمثل الاردن في هذا المجال.

(الدستور)