اغتيال الشخصيات العامة عبر الوسائط الالكترونية
المحامية رانيا أبو عنزة
28-04-2023 04:18 PM
اغتيال الشخصيات العامة عبر الوسائط الالكترونية أصبح أمرًا شائعًا في عصرنا الحالي، حيث يمكن لأي شخص تحميل فيديوهات أو صور مسيئة ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي بسهولة، وبشكل يمكن أن يتسبب في تدمير سمعة الشخص المستهدف
تأثير هذا العمل على المجتمع يكون كبيرًا وخطيرًا. فمن جهة، يتأثر الشخص المستهدف وأسرته بشكل مباشر، إذ يصبح عرضة للاستهداف والتشهير والتنمر الإلكتروني الذي يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والقلق وغيره. كما يؤثرهذا الأمر أيضا على سمعة الشخص المستهدف وعلى حياته المهنية والاجتماعية.
من جهة أخرى، يؤثر هذا العمل على المجتمع بشكل عام، حيث يعزز ظاهرة العنف والكراهية والتحريض على العنف والتمييز بين الأفراد. كما يؤدي إلى تراجع الحريات العامة وتهديد حرية التعبير والرأي، إذ يمكن استخدام هذا الأمر كوسيلة للتخويف والترهيب لمن يريدون التعبير عن آرائهم بحرية.
علاوة على ذلك، يعمل هذا الأمر على زعزعة الثقة بين أفراد المجتمع وتهديد السلم الاجتماعي. فعندما يشعر الناس بأنهم غير آمنين في التعبير عن رأيهم وفي تقبل الآخرين لهذا الرأي، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة التوتر وهدم بنية المجتمع
لذلك، يجب علينا جميعًا تحمل مسؤولياتنا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مسؤول وعدم السماح بنشر المحتوى الذي يؤدي إلى التشهير والتنمر الإلكتروني واغتيال الشخصية العامة. يجب على الأفراد أيضًا تعلم كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل آمن والابتعاد عن الممارسات الخطرة التي قد تؤدي إلى الأضراربالأافراد والمجتمعات.
من الضروري أيضًا تنشئة جيل واع ومثقف يدرك خطورة الأضرارالمترتبة عن كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالاضافة للعقوبات المترتبة عليها في حالة استخدامها بشكل خاطئ لمواجهة هذه الظاهر، لذا يجب تغليظ العقوبات على الانتهاكات التي تحصل على مواقع التواصل الاحتماعي لأنها أصبحت تسبب قلق حقيقي للمجتمع و متسببة في انتهاك للحقوق الشخصية والتشهير بالآخرين. كما يجب على الشركات العاملة في مجال وسائل التواصل الاجتماعي تعزيز المسؤولية الاجتماعية وتطوير الحلول التكنولوجية اللازمة لمواجهة هذه الظاهرة.
في النهاية، يجب أن نتذكر دائمًا أننا جميعًا نحن جزء من المجتمع ويتوجب علينا جميعًا المساهمة في بناء مجتمع آمن ومتسامح ومتضامن. يجب علينا أن نحترم حقوق الآخرين ونعمل على تشجيع الحوار البناء والتعاون وتجنب أي سلوك يؤدي إلى التحريض على العنف أو التمييز.