مؤسسة الإذاعة والتلفزيون .. والتحول المأمول
فيصل تايه
27-04-2023 05:04 PM
هذه رسالة تهنئة من القلب إلى أسرة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ، وهي تحتفل بالعيد الخامس والخمسين لانطلاقه الشاشة الأردنية في السابع والعشرين من نيسان عام ١٩٦٨، حيث أن هذه المناسبة أرّخَت لمسيرة مباركة لمؤسسة إعلامية عريقة ملتزمة بدورها في خدمة الوطن على مدار عقود مضت .
اننا وإذ نستذكر الجهود الطيبة المباركة التي بذلها الرعيل الأول من أبناء مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ، الذين اسسوا لبناء قاعدة متينة للعمل التلفزيوني الملتزم ، ومنبراً اعلامياً سعى الى النهوض في الاداء الى التميز والجهد والرسالة الاعلامية الوطنية ، لتبقى تمثل صورة الوطن وصوته إلى أبناء الأمة، ومنبرا للتعبير عن رسالة الأردن الحضارية.
ويبقى التلفزيون الأردني المدرسة العتيدة التي خرجت العديد من الكفاءات الاعلامية المميزة من مذيعين ومنتجين ومخرجين ومقدمي برامج وفنيين يظهرون من خلال اعرق محطات التلفزة العربية والأجنبية ، حيث شارك العديد منهم في تأسيس بعض المحطات التلفزيونية العربية وهم الآن يعدون من الصفوة ومن الاعلاميين المميزين في العالم العربي.
وفي هذه المناسبة الطيبة ، لا بد من التأكيد على ان التلفزيون الأردني سيبقى احد الركائز الإعلامية المهمة للدولة الأردنية بل والأكثر أهمية، فالتحديات التي واجهتها وتواجهها دولتنا الأردنية ، احتاجت الى عمليات نهوض وتخطيط معمق في ظل اجواء عصيبة وتحديات كبيرة تعصف بمنطقتنا ، كل تلك التحديات ما كان لها ان تصمد بدون وجود مؤسسة اعلامية ذات رسالة قوية تدعم جهود العاملين في جميع مؤسسات الدولة ، وتواصل القيام بدورها في نقل رسالة الدولة الاردنية وصورتها الحضارية محليا وخارجيا وعكس الانجازات التي يحققها الاردن على مختلف الصعد ، فتأخذ على عاتقها متابعة تلك الانجازات وعرضها امام الجمهور وتشخيص الاخطاء ووضعها امام المتلقي من جهة والحكومة من جهة أخرى .
اننا ونحن نعيش التجاذبات الإقليمية والدولية ، وما رافقها من تبعات ، كان لابد من تدعيم شبكة من الاعلام الاردني المتكامل كمؤسسة دولة تعمل باستقلالية تامة من اجل خلق اعلام وطني متوازن ، يقدم للمشاهد والقارئ والمستمع مادة اعلامية بعيداً عن كل الاعبارات ، والبحث عن الاليات والاجراءات الواجب اتخاذها لدفع تلك المؤسسة الى المكانة التي تستحقها والتي نصبو اليها جميعا ، لتكون في مقدمة المؤسسات المدافعة عن الوطن وانجازاته ، وملبية لطموحات المواطن واهتماماته ، وهذه المهمة الكبيرة بالتاكيد ملقاة على عاتق المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون بجميع وسائلها ، رغم العديد من التحديات المهنية والمالية وغيرها دون ان يؤثر ذلك على ادائها ، لذلك لا بد من توفير الدعم الذي تحتاجه المؤسسة سواء كان اجرائيا او تشريعيا اوماليا وصولا الى الارتقاء بمستوى أداء هذه المؤسسة العريقة.
يجب ان نعترف ان مؤسسة الاذاعة والتلفزيون بحاجة الى الدعم الحكومي المستمر الذي يجب ان يوازيه تعاون وحرص من جميع العاملين في المؤسسة للارتقاء بادائها خاصة في ظل المنافسة الشديدة مع الفضائيات المحلية والعربية ، وبما يكفل العودة بها الى سابق عهدها ، حين كانت من افضل المؤسسات الاعلامية في العالم العربي سواء على صعيد المواد الاخبارية التي كانت تقدمها او على صعيد الدراما الاردنية التي لاقت رواجا كبيرا في مختلف الدول العربية .
اننا ونحن نتحدث عن مؤسسة إعلامية وطنية ، لا بد من التذكير ، بأن افاق المستقبل لتطوير عمل المؤسسة لا يمكن ان يتحقق بتحسن انواع البرامج وتطوير النشرات الاخبارية وزيادة "وضوح الصورة" وجلب احدث انواع الاجهزة التكنولوجية الحديثة ووضع الدراسات والبحوث العلمية الرصينة فقط ، قد تكون تلك الأمور احد أساليب التطور لكن يبقى الخيار الامثل لاية عملية تطوير تكمن في تحسين قدرات العاملين وفق اسس علمية رصينة ، ووفق رؤية تستند إلى خطط متقنة لرفع القدرات وتأهيل الملاك ، فالشروع في اية عملية تطوير لرفع قدرات العاملين لاسيما الذين يعملون في مجال تحرير وصناعة الاخبار واعداد البرامج والاخراج وكتاب البحوث والدراسات وغيرها من المجالات التي يتعلق عملها في الشاشة ، فالدورات التي ينبغي ان نضعها في اولوياتنا هي التي تتعلق بالشاشة أولا وقبل كل شيء" تحرير الاخبار، اعداد البرامج، تقديم الاخبار والبرامج، الإخراج التلفزيوني والاذاعي، المراسل، الصوت، الاضاءة، صناعة الديكور وغيرها من الامور التي تتعلق بالشاشة" هذه هي الأولويات التي ينبغي ان تحدد بموجبها الدورات مع الاستعانة بخبراء متخصصين في كل واحدة من هذه المجالات .
وأخيرا فإن التحول الإيجابي الملحوظ للتلفزيون الاردني في الفترة الأخيرة لهذا المستوى الراقي يدفع إلى التفاؤل تحقيقاً للطموح المرجو فحين نريد .. نفعل ... ووفق الرؤية الملكية السامية التي ارادها سيد البلاد ، فهذه تحيه شكر وتقدير للعاملين على رفع سوية الاعلام الاردني المميز لتنال المؤسسات الاعلامية ومنها مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الدعم لتؤدي دورها الوطني بكل كفاءة و تحت مظلة الدستور ، وفي ظل مناخ من الحرية والديمقراطية.
وكل عام وانتم بخير.