عمون - العُمْرة هي عبادة تقوم بها المسلمون بهدف الاقتراب من الله وزيارة بيت الله الحرام في مكة المكرمة. تتضمن العُمْرة سلسلة من الأعمال والطقوس الخاصة التي يجب على المسلم القيام بها لتكون صحيحة. تبدأ العُمْرة بإحرام المسلم وهو الدخول في حالة طهر والتزمت والاستعداد الروحي لأداء العبادة. ثم يقوم المعتمر بالطواف حول الكعبة الشريفة والسعي بين الصفا والمروة. وأخيرًا، يتم حلق شعر الرأس أو تقصيره لإتمام العُمْرة.
أجر العُمْرة يعتبر من الأجور العظيمة في الإسلام، حيث يفوق أجرها العديد من الطاعات والعبادات الأخرى. وقد صرح النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأن العُمْرة إلى العُمْرة كفارة للذنوب التي تقع بينهما، وأن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. فعندما يكمل المسلم العُمْرة بشكل صحيح ويجتنب الكبائر، فإن الله يغفر له ما بين العمرتين ويمحو سيئاته.
أما في رمضان، فإن أجر العُمْرة يتميز بفضل خاص. فشهر رمضان يعتبر شهراً مباركاً، وتضاعف الأعمال الصالحة فيه. وبالتالي، فإن العُمْرة في رمضان تحظى بفضل أعظم من العُمْرة في غيرها من الأشهر والأيام. قد تعدل حجة مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد روى ابن عباس أن النبي قال لامرأة من الأنصار: "ما منعك أن تكوني حججتِ معنا؟" فقالت: "ناضحانِ كانا لأبي فلان، حج هو وابنه على أحدِهما وكان الآخر يسقي غلامنا". فقال النبي: "فعُمْرةٌ في رمضانَ تقضي حجةً، أو حجةً معي".
باختصار، العُمْرة في الإسلام هي عبادة تقرب المسلم من الله، ولها أجر عظيم. في رمضان، تحظى العُمْرة بفضل خاص يفوق العُمْرة في غيرها من الأوقات.
حكم العُمْرة قد اختلفت آراء الفقهاء حولها. هناك عدة آراء فيما يتعلق بحكم العُمْرة، سواء كانت واجبة أم لا. وفيما يلي بيان لبعض هذه الآراء:
الحنفية والمالكية: يرون أن العُمْرة هي سنة مؤكدة وليست واجبة. ينبغي على المسلم القيام بها على الأقل مرة واحدة في حياته. ويستدلون على ذلك بحديث جابر بن عبد الله الذي قال: "سئل النبي عن العُمْرة، هل هي واجبة؟" فقال: "لا، وأن تعتمروا هو أفضل".
الشافعية والحنابلة: يرون أن العُمْرة هي واجبة على المسلم، وعند أدائها مرة واحدة تسقط وجوبها مثل الحج. ويستدلون على ذلك بقول الله تعالى: "وأتموا الحج والعُمْرة لله"، وأيضًا برواية عائشة رضي الله عنها التي قالت: "يا رسول الله، على النساء جهاد؟" فقال: "نعم، عليهن جهاد، لا قتال فيه: الحج والعُمْرة".