حلمي الاسمر يكتب "حلم ليلة شتا عن الثقة!" ..
حلمي الأسمر
20-12-2010 04:48 PM
هو ربما يكون مجرد حلم أو فيلم، لم تحصل حكومة سمير الرفاعي على الثقة اللازمة، حيث لم يصل عدد من أعطى الثقة للحكومة من النواب إلى ثلث عددهم الكلي، وهو ما أحدث مفاجأة في الوسط السياسي، الأمر الذي دفع الرئيس إلى وضع استقالته بين يدي جلالة الملك، وفي تفاصيل الخبر- أو الحلم أو الفيلم، أن المحللين أصيبوا بالدهشة، فهم بين مصدق ومكذب!
فمن قائل أن حجب الثقة لم يكن عن الرئيس بل عن طاقمه الوزاري الذي بدا غير مقنع وغير منسجم، حيث قدم كل وزير إيجازا عما ينوي فعله خلال الفترة القادمة، وهي فقرة كانت محذوفة من جلسات الثقة أو مش موجودة اصلا، حيث فوجىء الجميع باقتراح نائب ذكي أو خبيث بالطلب من كل واحد منهم تقديم تبرير لإعطائه الثقة، وقد بدا الوزراء في حال غير مريح على الأقل تجاه هذا الطلب، حيث استنفروا وبدأوا بتقديم إيجازاتهم، وظهر أن البعض لا يدري ماذا سيفعل على وجه التحديد، وبدا آخرون متمكنين مما سيفعلون، ولكن في المجمل ظهر الفريق الوزاري أمام هذا الامتحان الفجائي في حال لم يسر الرئيس، الذي بدأ بقضم أصابعه قلقا، وكانت الرسائل الورقية تسبح بكثافة بين الوزارء، محاولة إنقاذ الموقف، ولوحظ أنه تم استدعاء بعض المستشارين والأمناء العامين للخروج من المأزق الفجائي، كونهم يعرفون عن وزاراتهم أكثر من صاحب الرقم واحد، وفي تعليق لأحد الظرفاء قال أن المشهد بدا وكأن على الوزراء أن يقدموا امتحان "كويز" فجائي عن طبيعة عمل كل منهم!
ومن قائل أن القصة كلها كانت مدبرة من بعض الصالونات السياسية التي دأبت على وضع العصي في عجلات أي حكومة "مشان تفرط الحفلة" ويتم إعادة تشكيل الحكومة لعل بعض رواد الصالونات ينالهم حقيبة يد أو حتى حقيبة مدرسة، مش مهم، المهم أن يتخربط المشهد كله من أجل إعادة ترتيبه من جديد وينالهم من العز جانب!
القول الراجح، كما يؤكد مطلعون أن النواب الجدد "السنافر" كما يسميهم البعض أرادوا أن يثبتوا أنهم فحول، وانهم لا يستهان بهم، وأرادوا أن يؤكدوا للجميع أن لحمهم مر، وليسوا كبقية النواب المخضرمين الذين اعتادوا على عقد الصفقات وتمرير القرارات من تحت وفوق الطاولة وفق التفاهمات والمنافع!
المهم أنني أفقت بعد هذا الكابوس غير الوطني، وبدا ان الرئيس سيكسر حاجز الثلثين، إن لم يكن حاجز الثلاثة أثلاث، وفق بعض التوقعات المتشائمة!
hilmias@gmail.com