عمون- يُعرَّف العقل الباطن حسب العالم النفسي الفرنسي بيير جانيت بأنه الجزء الذي يخزن المعلومات التي تشكل عبئًا ثقيلًا على العقل الواعي. وظيفة العقل الباطن هي جمع المعلومات وتخزينها لاسترجاعها عند حاجة العقل الواعي إليها، وليست وظيفته معالجة المعلومات أو تصحيحها، فذلك يتعلق بالعقل الواعي عند استرجاع المعلومات. وبالتالي، العقل الباطن لا يستطيع أن يميز بين الخير والشر أو بين الأشياء الإيجابية والسلبية، بل يكون حافظًا لهذه الأمور ليصبح مركزًا للانفعالات والمشاعر المرتبطة بها.

يتنشط عمل العقل الباطن أثناء النوم، وإذا حلم الشخص حلمًا معينًا يشير إلى خطورة أو رسالة تحذير حول موضوع معين، فهذا يدل على تحذير العقل الباطن للشخص، وذلك لأن العقل الباطن يدرك تفاصيل حياة الفرد.

إليك بعض النصائح للوصول إلى العقل الباطن:

التأمل: يعتبر التأمل من الطرق البسيطة للوصول إلى العقل الباطن، حيث يساعدك على دخول حالة قريبة من الحلم، ويساهم في تبطئة نشاط العقل وتنظيمه. وبذلك، تتباعد الأصوات العالية والضجيج، وتتلاشى الأفكار العشوائية، ليصبح ما تشعر به فعلاً هو أفكار العقل الباطن.

الاستماع للإبداع: يُحفز العقل الباطن الاستماع للإبداع مثل الموسيقى. فالصور والموسيقى والأصوات تساعد العقل الباطن على التعبير بطرق أفضل. يميل العقل الباطن إلى الصور والموسيقى والتواصل بدون كلمات، في حين أن الكلمات تتعلق بالعقل الواعي والمنطقي. لذا، من خلال تغذية إبداعك، ستتمكن من إيقاظ ذاتك الحقيقية وتواصل بشكل أفضل مع العقل الباطن.

اتباع الغريزة الإنسانية: عندما تواجه قرارًا أو تواجه مشكلة، فإن أول ما يتبادر إلى ذهنك هو ردود فعل عقلك الباطن. غالبًا ما تجد نفسك غير قادر على تفسير مشاعرك في تلك اللحظة، وتشعر بأن القرار الذي اتخذته قد لا يكون صحيحًا. والحقيقة هي أن القرار السريع الذي اتخذته عادة ما يكون الصواب، ويتمتع بمستوى عالٍ من الوعي.

تذكر أن استغلال العقل الباطن يستغرق الوقت والتمرين. قم بتطبيق هذه النصائح بانتظام وصبر، وستشعر بتحسين تدريجي في الوصول إلى قدراتك الكامنة.