عمون - الصدقة هي من العبادات المالية التي تعطى للفقراء والمحتاجين، وتعتبر تعبيرًا عن التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع في شؤونهم المالية. تعتبر الصدقة أفضل وسيلة لتلبية احتياجات الفقراء وتخفيف معاناتهم، وتعفي المسلم الذي يتصدق عن أن يسأل الآخرين لمساعدته.

يُشجع على إعطاء الصدقة للأقارب، بغض النظر عن درجة القرابة التي تفصل بينهم، ولقد وردت نصوص شرعية تؤكد ذلك. يُوصى في البداية بإنفاق المال على الوالدين والأقارب الأكثر قربًا. قال الله تعالى في القرآن الكريم: "يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ" (البقرة: 215).

قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أَفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ، دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ"، وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من تقصير الإنفاق على الأهل، فإن ترك النفقة على الأهل يعتبر إثمًا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضِيعَ مَنْ يَقُوتُ"، أي أنه يرتكب إثمًا إذا ترك النفقة على من يعتمدون عليه في البيت أو العائلة.

ويُعتبر الزوج والأبناء الأحق بصدقة الزوجة. فقد سألت زوجة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: "زَعَمَ ابنُ مَسْعُودٍ: أنَّه ووَلَدَهُ أحَقُّ مَن تَصَدَّقْتُ به عليهم، فَقَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: صَدَقَ ابنُ مَسْعُودٍ، زَوْجُكِ ووَلَدُكِ أحَقُّ مَن تَصَدَّقْتِ به عليهم".

يُنصح بأن يبدأ المسلم في الإنفاق على الأقرباء المباشرين والأقرباء الأكثر قربًا. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى ابْدَأْ بِمَنْ تُعُولُ"، وتشمل الأقرباء الزوج والزوجة والأبناء والوالدين، ويجب ذكر الأقرباء هنا لتوضيح أن النفقة عليهم تعتبر صدقة قابلة للقبول من قِبَل الله.

الصدقة على الأقرباء لها أجر الصدقة والصلة، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإنفاق على الأقارب، وأشار إلى أنها تُعد صدقةً في المال وصلةً للأرحام. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى المسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَعَلَى ذِي الرَّحِمِ اثنتانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ"، وتشمل الأقارب هنا الإخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات وأبناؤهم.