عمون- الثور المُجنح، المعروف أيضًا باللاماسو، هو تمثال مصنوع من الحجر الجيري يتواجد بكثرة أمام مداخل القصور والمدن الآشورية في شمال العراق. يبلغ ارتفاعه حوالي 5 أمتار ويزن حوالي 40 طنًا. تعود بناء هذه التماثيل إلى الفترة ما بين القرن التاسع إلى القرن السابع قبل الميلاد.
الثور المُجنح يتكون من جسم ثور يحمل رأس إنسان، بالإضافة إلى خمسة أرجل وجناحين، ويرتدي القلنسوة العالية مع حزام. كل جزء من هذا التمثال يحمل رمزًا مميزًا، حيث يرمز الجسم الثوري إلى التكاثر والفحولة والجسارة، ويعبّر رأس الإنسان عن الحكمة والذكاء. أما الأجنحة، فترمز إلى الحرية والسيادة، بينما يرمز الحزام إلى القوة والقدرات الخاصة.
واحدة من الألغاز المثيرة في هذا التمثال هي وجود خمسة أرجل بدلاً من أربعة. يُعتقد أن الهدف من ذلك هو إيصال رسالة عندما يتم النظر إلى التمثال من زوايا مختلفة. من الأمام، يظهر الثور بشكل مهيب وحذر، مما يخلق شعورًا بالهيبة. أما من الجانب، فيبدو الثور في حالة حركة وصعوبة الوصول إليه، مما يعكس فكرة أنه بعيد المنال ويصعب الاستيلاء عليه.
تعود هذه التماثيل إلى حضارة بلاد وادي الرافدين، وتم بناؤها لتعزيز الجمال المعماري للأبنية ولتكون حرسًا شخصيًا للمداخل. وكانت تستخدم لطرد الشر بعيدًا وحماية المدن والمعابد والقصور. تم اكتشاف أول تمثال للثور المُجنح في عام 1886م، ومن ثم تم اكتشاف العديد من التماثيل في مدن عراقية مثل نينوى وسنحاريب وذركمال.
توجد تماثيل اللاماسو في عدة متاحف في العالم، بعد نقلها من المواقع الأصلية. تتضمن هذه المتاحف المتحف الوطني العراقي في بغداد، ومتحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك، والمتحف البريطاني، ومتحف اللوفر في باريس، وغيرها.
بناء هذه التماثيل في فترة الحضارة الآشورية كان له العديد من الدلالات. فقد كانت تستخدم في مداخل القصور كجزء من الأقوس المثبتة على الأبواب، وتعكس تطور المجتمع العراقي في تلك الفترة. كما وجدت كتابات وروسومات على أجساد التماثيل باللغة الآشورية، حيث تم استخدامها لتسجيل المعارك والانتصارات ومآثر الملوك ومواقع القلاع والمعابد وغيرها من الأحداث التي يُرغب في توثيقها والاحتفاء بها.