عمون - صلاة الاستخارة هي صلاة تُصلى لطلب المشورة والهداية من الله في قرار مهم يواجهه المؤمن. إليك طريقة أداء صلاة الاستخارة:

قبل أداء الصلاة، ينبغي أن يكون المصلي في حالة طهارة (وضوء أو غسل صحيح).

تُصلى ركعتان اثنتان، وتكونا غير فرض، في أي وقت من الليل أو النهار.

بعد بدء الصلاة، تُقرأ سورة الفاتحة كقراءة أساسية في الركعتين.

بعد الفاتحة، يُمكن قراءة سورة أخرى من القرآن الكريم، ويكون الاختيار حسب رغبة المصلي.

بعد الانتهاء من الركعتين، يُحمد الله ويُصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

بعد التسليم، يُبدأ في الدعاء المسنون لصلاة الاستخارة. يُقال الدعاء التالي:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ. وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي بِهِ.

هذا هو الدعاء المسنون لصلاة الاستخارة. يُمكن تكراره وإبداء الحاجات الشخصية فيه.

يُنصح بأداء الدعاء بعد التسليم من الصلاة. ومع ذلك، يجوز لبعض العلماء الدعاء أثناء السجود في الصلاة.

بالنسبة لوقت صلاة الاستخارة، فلا يوجد وقت محدد خاص بها، بل يمكن أن تُصلى في أي وقت. ومع ذلك، يُفضل تجنب أوقات مكروهة للصلاة وتفضيل أوقات الفضيلة.

تستدعي صلاة الاستخارة في ثلاثة أنواع من الأحوال:

الأمور المشروعة: في هذه الحالات، لا يستخير المؤمن، لأنه يعلم أن الفعل المطلوب هو القيام بها.

الأمور المنهي عنها: في حالات المحرمات والمكروهات، لا يستخير المؤمن، بل يجب عليه تجنبها والابتعاد عنها.

الأمور المباحة: فيما يتعلق بقرارات مثل شراء منزل أو الزواج أو السفر وما شابه ذلك، إذا كان المؤمن مترددًا في هذه الأمور، فإنه يصلي الاستخارة. ولكن إذا كانت المصلحة واضحة ولا توجد ترددات، فلا يلزمه أن يستخير ويمكنه أن يتخذ القرار الملائم.

تحمل صلاة الاستخارة أهمية كبيرة وذلك لعدة أسباب:

تعبر صلاة الاستخارة عن التوكل الكامل على الله واعتراف الإنسان بحاجته المستمرة إلى الله في جميع جوانب الحياة.

تعد صلاة الاستخارة من النعم الإلهية التي أنعمها الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وتعويضًا للتصرفات الجاهلية المتعلقة بالتطير والاستقسام بالأزلام.

تعتبر صلاة الاستخارة عبادة من العبادات المحببة إلى الله، وهي من السنن العظمى، فدعاءها يعبر عن الاعتراف بعلم الله وقدرته، ويظهر عجز الإنسان عن اختيار ما يصلحه وينفعه من الخير إلا بتوفيق الله.

باختصار، صلاة الاستخارة هي طريقة لتسليم الأمر كله لله والاعتماد على قدرته وحكمته، وهي عمل عبادي يعبر عن ثقة المؤمن في الهداية والتوجيه من الله.