عمون - صلاة الشفع والوتر تُؤَدّى بعد صلاة العشاء وتتكون من ركعتي السُّنّة، ثم تُصلي صلاة الليل، وتُختَم بصلاة الوتر. يمكن أداء الوتر بثلاث ركعات متتالية أو ركعتان وركعة واحدة متتالية. يُقرأ في الركعة الأولى سورة الأعلى بعد الفاتحة، وفي الركعة الثانية سورة الكافرون بعد الفاتحة.

هناك اختلاف في عدد ركعات صلاة الوتر بين الفقهاء. حسب المذهب الحنفي، تكون صلاة الوتر ثلاث ركعات مثل صلاة المغرب، ولا يتم تسليم بينها. وقد استندوا إلى قول الصحابي أبي بن كعب -رضي الله عنه- الذي قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث ركعات"، ولا يجوز لهم أن يصلوا الوتر بركعة واحدة فقط.

أما المذهب المالكي، فيرون صلاة الوتر ركعة واحدة فقط، مشروطة بأن يسبقها ركعتي الشفع. ويُسلم المصلي بعد الشفع، ثم يأتي بركعة الوتر. ويكرهون أن يصلي المصلي ركعة واحدة فقط دون أن يسبقها ركعتي الشفع. استدلوا على ذلك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح، صلّى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى"، وأيضًا برواية عائشة -رضي الله عنها- التي قالت: "كان يُصلي بالليل إحدى عشرة ركعة، يوتر منها بواحدة".

أما المذاهب الشافعية والحنابلة، فيرون أن الوتر يجوز أن يكون على الأقل ركعة واحدة، وأن الكمال فيه ثلاث ركعات. ويجوز للمصلي أن يصلي الوتر بخمس ركعات، أو سبع ركعات، أو تسع ركعات، أو إحدى عشرة ركعة، وأكثرهم يفضلون إحدى عشرة ركعة. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الوتر حق، فمن شاء أوتر بسبع، ومن شاء أوتر بخمس، ومن شاء أوتر بثلاث، ومن شاء أوتر بواحدة"، وروى أيضًا عن أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يوتر بثلاث عشرة ركعة.

صلاة الوتر هي نافلة وسنة وليست فرضًا، وهذا هو الرأي الأكثر اتباعًا بين العلماء. أقل عدد للوتر هو ركعة واحدة، وإذا زاد فإنه أفضل. يجوز أن يصلي المسلم خمس ركعات، أو سبع ركعات، أو تسع ركعات، وهذا كله مسموح به.

إذا فاتت صلاة الوتر وتأخر المصلي حتى طلوع الفجر، فمن المستحب له أن يقضيها، وذلك استنادًا إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها ولو وقتها من الغد".

هناك اختلاف في كيفية صلاة الوتر بين المذاهب. حسب الشافعية والحنابلة، يمكن أن تكون الوتر ثلاث ركعات متتالية، يفصل بينها بتسليمة بعد الركعة الثانية دون أن يسلم، ثم يأتي بالركعة الثالثة. واستندوا إلى قول عائشة -رضي الله عنها- التي قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، يوتر من ذلك بخمس، لا يجلس في شيء إلا في آخرها". ويجوز أيضًا أن يكون الوتر بثلاث ركعات متتالية دون فصل بينها، وهذا هو الرأي الأكثر اتباعًا.

أما الحنفية، فيرون أن الوتر يجوز أن يكون ثلاث ركعات متتالية فقط، ويكبر تكبيرة الإحرام لركعة مستقلة بعد الشفع، وهذا هو الرأي الوحيد الذي يسمح بذلك.

بالنسبة لقضاء صلاة الوتر، فإذا فاتت الوتر وطلع الفجر، يجوز للمسلم أن يقضيها، ولا يوجد حد محدد لكيفية قضائها، يمكنه أن يقضيها بالأشكال المختلفة التي ذكرت سابقًا حسب المذهب الذي يتبعه.

صلاة الشفع والوتر هي صلاة سنة مؤكدة وغير مرتبطة بالصلوات المفروضة. الوتر هو العدد الفردي من الركعات مثل ركعة واحدة أو ثلاث ركعات أو أكثر، في حين يشير الشفع إلى العدد الزوجي من الركعات مثل ركعتين أو أربع ركعات.

صلاة الوتر تؤدي بعد صلاة الشفع وتكون خاتمة لصلاة الليل. وتسمى بالوتر نسبةً لكونها صلاة فردية. يحب الله تعالى صلاة الوتر، وقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم "إن الله وتر يحب الوتر"، وأيضًا قال "من استجمر فليوتر"، وهذا يشير إلى أهمية وفضل صلاة الوتر.

صلاة الوتر هي من أجل العبادات وأعظمها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على أدائها ويعتني بها. قد أوجبها بعض العلماء وعدّوها من السنن المؤكدة. يحث النبي على أداء صلاة الوتر ويحذر من إهمالها أو التفريط فيها. فعلى المسلمين المحافظة على صلاة الوتر وأدائها بانتظام.