إن العصر الحالي مليء بالتطورات والتغيرات المتلاحقة والمتسارعة في مختلف المجالات والنشاطات، حيث لم تعد المؤسسات المعاصرة الآن بمنأى عن آثار تلك التغيرات والتطورات السريعة، فقد فرض هذا العصر بإيقاعاته وأحداثه المفاجئة على المؤسسات أن تكون كيانات ديناميكية ، أن المؤسسات تحتاج الى التوظيف كوادر بشرية مدربة وجاهزة لقيام بمهام والواجبات المطلوبة ومن هنا أتى لفظ الوظيفة ، تعرف الوظيفة عامة على أنها مجموعة من الأنشطة المترابطة والتي تؤدى بهدف الحصول على أجر. إلا أنه خلال السنوات الماضية تغير مفهوم الوظيفة بشكل واضح حيث يشير البعض إلى أن العالم الحديث أصبح يركز بصفة رئيسية على الإنتاج والإبداع والمشاريع الريادية وبالتالي لم تصبح الوظيفة جزء من الواقع الاقتصادي في المستقبل .

يشير الواقع إلى زيادة اتجاه المنظمات إلى إلغاء لفظ الوظيفة ، نتيجة التغيرات التي يشهدها العالم في الوقت الحالي من التغيرات الاقتصادية والتغيرات السياسية والتشريعات والتغيرات الديمغرافية والتكنولوجيا والعولمة والمنافسة العالمية ،ان الظروف المعيشية وقلت الدخل وعدم كفاية الراتب وغلاء المعيشة ولايوجد ارتفاع في الرواتب تتناسب مع غلاء السلع قد يؤدي الى تحول من الوظائف المتخصصة الى وظائف موسعة والى المشاريع انتاجية خاصة والريادية حتى تمكن من زيادة الدخل .

كانت الثورة الصناعية السبب وراء ظهور لفظ الوظيفة كما نعرفه حالياً، ومع منتصف القرن التاسع عشر نادى الكثير من الكتاب بضرورة التخلي عن الروتين المتكرر الذي يشوب وظائف العديد من الأفراد، ظهرت بعض الحلول للتخلص من هذا الروتين في الوظائف منها :
لفظ توسيع الوظيفة والذي يعني تخصيص مهام اضافية للفرد من نفس المستوى التنظيمي بحيث يزداد عدد المهام الوظيفية التي يؤديها.

لفظ التناوب الوظيفي والذي يشير إلى انتقال العاملين من وظيفة لأخرى بحيث لا يقضي الموظف معظم وقته في أداء وظيفة واحدة.
لفظ الاثراء الوظيفي وهو زيادة عدد المهام التي يؤديها الموظفين وإعطاءهم المزيد من المسؤولية والاستقلالية والسيطرة في عملهم .

استخدمت المنظمات مجموعة من الطرق التنظيمية من أجل زيادة حدة المنافسة كان من شأنها تشويه مفهوم الوظيفة الذي نعرفه على أنه مجموعة محددة من المسؤوليات.

وفيما يلي عينة من العوامل التي اسهمت في تشجيع العاملين على الا يحصروا انفسهم في الوظائف المحددة تحديدا دقيقا:
الاتجاه نحو النمط المسطح من التنظيمات، وفرق العمل ذاتية الإدارة، إعادة الهندسة.

وأخيراً فإن مسؤولية العاملين تنحصر في المحاسبة على الانتاج الكلية التي تحققها الجماعة وليس على أساس ما يحققه كل فرد من نتائج، ولذلك فإنه لا بد وأن يتغير تصميم وظائفهم بحيث يؤدي أعضاء الفريق العملية كلها بشكل تعاوني.