عمون- استوحى القدماء الموسيقى من أصوات خرير المياه في الأنهار وحفيف الأشجار، ومن صوت العصافير، وزئير الأسود. مع مرور الوقت، أصبحت الموسيقى لغةً تعبر عن ثقافة كل منطقة، حيث تتأثر بالبيئة التي يعيش فيها الإنسان. استخدمت الموسيقى منذ العصور القديمة وحتى اليوم في التواصل والقتال وغيرها من الأغراض. فهي جزء قديم من تاريخ الإنسان وارتبطت بالخطابة والشعر وفنون القتال والغناء.

تؤثر الموسيقى بشكل كبير على الإنسان، ومن التأثيرات المهمة:

تحفز الموسيقى المخ على إفراز مادة "الإندورفين" التي تخفف الألم والقلق، وتقلل الكآبة التي تؤثر سلبًا على نشاط العقل وقدرته على التخطيط وتنفيذ المهام.
تساعد الموسيقى الهادئة في زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ، وهي مادة تساعد في تخفيف التوتر وتحسين المزاج.
تعمل الموسيقى كمسكن للآلام، حيث يمكن أن تعمل الأنشطة المرتبطة بالموسيقى مثل المشي الطويل والغناء الطربي على تخفيف الأوجاع والشعور بالراحة.
تؤثر الموسيقى على الحالة النفسية للإنسان، وخصوصًا الأطفال، حيث يشعر الأطفال بالطمأنينة عند سماع أصوات أمهاتهم وهم يغنون لهم، وقد يستخدم الأطباء النفسيون الموسيقى في علاج بعض الحالات النفسية.
ارتبطت الموسيقى أيضًا بفنون الحرب، حيث لكل دولة موسيقى خاصة بها تعزف في المراسم والعروض العسكرية. استخدم القادة الطبل كعنصر أساسي في السلم والحرب، حيث يتم استخدام دقات الطبول للإعلان عن بدء الحرب ونهايتها.

تلعب الموسيقى دورًا أساسيًا في الأفلام والمسلسلات، حيث تزيد من التشويق وتعزز تجربة المشاهد في متابعة الأحداث.

مع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الموسيقى الصاخبة قد تسبب بعض الأضرار على المدى الطويل. فالتعرض المستمر للموسيقى ذات الترددات المنخفضة والشدة العالية يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات قد تسبب الموت. يحدث ذلك عندما تخترق هذه الذبذبات الجسم وتؤثر على أعضائه الداخلية، مما يدفع الجسم للتفاعل بصورة خطيرة وإفراز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزون، مما يرفع ضغط الدم ونبضات القلب ومستويات الكوليسترول.

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الاستماع المستمر للموسيقى الصاخبة إلى أضرار على مستوى الخلايا في الجسم، حيث يعتبر الجسم هذه الأصوات على أنها صورة من صور الألم، مما يزيد من إفراز الهرمونات المسكنة والشعور بالنشوة واللذة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى إدمان المراهقين على هذا النوع من الموسيقى.

في النهاية، يجب أن نتذكر أن تأثير الموسيقى على الإنسان قد يكون إيجابيًا أو سلبيًا، ويعتمد ذلك على نوع الموسيقى والترددات والشدة. من الضروري أن نستمتع بالموسيقى بطريقة معتدلة وأن نكون حذرين في التعرض المفرط للموسيقى الصاخبة للحفاظ على صحتنا العقلية والجسدية.