عمون- تاريخ المسرح العربي يرجع إلى القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، حيث تعرّفت الدول العربية لأول مرة على فن المسرح في جمهورية مصر العربية. في تلك الفترة، قامت فرقة مسرحية فرنسية بزيارة مصر بناءً على طلب من نابليون بونابرت، الذي أرسل رسالة إلى حكومة الديركتوار يطلب فيها تشكيل فرقة مسرحية.

تم استقبال الفرقة في منزل كريم بك ببولاق، وأُطلق على المسرح الأول في مصر اسم "مسرح الجمهورية والفنون". أُقيمت في هذا المسرح مسرحيتين رئيسيتين، وهما "مسرحية الطحانين" و"مسرحية زايس وفلكور"، وكذلك تم تقديم مسرحية بونابرت في القاهرة.

تطورت فكرة المسرح العربي عندما زار مارون النقاش الإسكندرية وشاهد المسرح هناك. عند عودته إلى بيروت، قام بتأسيس أول فرقة مسرحية عربية، وقد قام بتدريب أصدقائه على التمثيل. قدموا أول مسرحية مستمدة من رواية "البخيل". ومن هنا بدأ هذا الفن يتوسع وينتشر في مختلف دول العالم العربي ويصبح محط أنظار الكثيرين.

بهذه الطريقة، تاريخ المسرح العربي يعود إلى فترة القرن الثامن عشر وتطور وانتشر خلال العقود اللاحقة، وأصبح فن المسرح جزءًا مهمًا من التراث الثقافي في الدول العربية.

تأخر نشأة المسرح العربي يمكن تفسيره بوجود مجموعة من العوامل التي أثرت سلبًا على ظهوره، ومن أبرز هذه العوامل:

1. العامل الديني: يعود جذور المسرح إلى الحضارة الإغريقية والرومانية، وكان له ارتباط وثيق بالدين الوثني في تلك الحضارات. وبما أن العالم العربي كان يتبع الإسلام الذي يُؤمن بالتوحيد وينكر الوثنية، فقد تأخر ظهور المسرح عند العرب بسبب هذا الارتباط التاريخي.

2. العامل الاجتماعي: يتطلب الفن المسرحي وجود المرأة كجزء من الفرقة المسرحية، ولكن التوجه الاجتماعي في المجتمعات العربية كان يعتبر ظهور المرأة على خشبة المسرح أمرًا مشكوكًا فيه ومُعرضًا للانتقاد. هذا الموقف المحافظ حال دون تقبّل الفن المسرحي في المجتمع العربي.

3. العامل الفني: يتميز الشعر العربي بالقافية والوزن، وكان الشعر جزءًا مهمًا من الثقافة العربية. ولكن في المسرح، يكون النص غالبًا بشكل نثري ولا يمكن ضبطه على القوافي والأوزان الشعرية بنفس الدقة. هذا الاختلاف في الشكل الأدبي أثر على تبني العرب للمسرح كفن فني مستقل.

بشكل عام، تتواجد هذه العوامل التي تؤخر نشأة المسرح العربي وتعكس الثقافة والمعتقدات الاجتماعية والدينية في المجتمعات العربية. ومع مرور الوقت والتغيرات الاجتماعية والثقافية، بدأ المسرح العربي ينمو ويتطور ليصبح جزءًا أساسيًا من الفنون المسرحية في العالم العربي.