كيف تؤثر الموسيقى في حياة الناس
22-05-2023 01:21 PM
عمون- الموسيقى هي أحد الجوانب الجمالية التي خلقها الله مع الإنسان، وجعلها الأقدر من بين مخلوقاته الأخرى على تحويل هذا الجمال إلى شيء ملموس يمكن التفاعل معه والتأثر به، بل والتأثير فيه بهدف تطويره وتحسينه. ويعتبر هذا الدليل واضحًا على الفارق الكبير بين الخالق، الله تبارك وتعالى، وبين المخلوق، الإنسان. فالموسيقى تجسيد ملموس للجمال المسموع، وبدونها يصبح الإنسان كائنًا جافًا، متصحرًا، خاويًا، بلا دموع في عينيه وجسدًا بلا روح.
عبر التاريخ البشري، اهتمت الحضارات بالموسيقى نظرًا لكونها حاجة ضرورية ومهمة للإنسان. وقد أدى هذا الاهتمام إلى تطور الموسيقى على مر الزمان بفضل عباقرة الفن الذين آمنوا بقوة هذا الفن وعملوا على تطويره وإضافة إليه، وفقًا لما وهبهم الله تعالى من سر إلهي ونَفَحة علوية. ولطالما كان للموسيقى والموسيقيين أكبر الأثر في حياة الإنسان بغض النظر عن جنسه أو دينه أو عرقه أو لغته.
تأثير الموسيقى على الإنسان لا يقتصر على الترفيه فحسب، بل تُستخدم اليوم الموسيقى في العلاج. يمكن القول إن توظيف الموسيقى بهذا الشكل ينبع من قدرتها على تحريك المشاعر الكامنة في أعماق الإنسان. فالموسيقى قادرة على أن تكون وسيلة للابتعاد عن المشاعر السلبية والتصرفات السيئة التي تنشأ في لحظات الضعف الإنساني. وتزداد فعالية الموسيقى في هذا الجانب إذا كانت مرتبطة بخلفية دينية منيرة، فالدين والجمال جزء من واحد، ولكن هيئة كل منهما تختلف عن الآخر.
تساعد الموسيقى على إحساس الإنسان بالآخر، ولذلك فهي وسيلة لترقية القلوب. وعلى هذا الأساس، تبعد الموسيقى عن الأعمال الإجرامية وتساعد على تقريب الناس من بعضهم. إنها لغة للوحدة العالمية تجاوزت في قدراتها كافة اللغات الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، تضيف العديد من الأبعاد إلى أي عمل يدخل فيه، سواء كان فنيًا أو غيره. فعلى سبيل المثال، نجد الموسيقى مقترنة بالقنوات التلفزيونية والبرامج، وتستخدم في الأفلام لدرجة أن الموسيقى التصويرية أو السينمائية أصبحت نوعًا خاصًا من الموسيقى لها جمهورها ومحبيها.
تعد الموسيقى وسيلة لجذب انتباه الناس إلى قضايا معينة، من خلال المشاعر التي تنشرها في نفوس الناس. ويمكن رؤية ذلك في الحروب، حيث يقوم الموسيقيون بإنتاج قطع موسيقية مؤثرة قادرة على التأثير على كل من يستمع إليها. كما تعد وسيلة لتحفيز الناس على القيام بأعمالهم وإنجاز مهامهم. ففي أصعب الأوقات، يبدأ الناس بترديد الأناشيد المحفزة التي تزرع الحماس والروح المعنوية العالية في النفوس المتعبة.
باختصار، الموسيقى هي هدية رائعة خلقها الله تعالى للإنسان، وتمتلك قوة فريدة في تأثيرها على حياتنا وتعزيز الجمال والروح والتواصل الإنساني. إنها لغة عالمية تتجاوز الحواجز وتعبر عن المشاعر والقضايا بطرق لا توصف.