عمون- تُعرف الفنون التشكيلية بأنها تلك الفنون التي تصوّر الحالة الشعورية للإنسان وتجسدها في عمل فني يتسم بالجمال ويحقق الإمتاع النظري للمشاهد. تتحقق هذه العملية عن طريق تطبيق مزايا شكلية مثل الألوان والمساحات والخطوط على الأشياء. تشمل الفنون التشكيلية مجموعة واسعة من الفنون مثل النحت والرسم والتصوير، بالإضافة إلى الفنون التطبيقية التي تتميز بالإبداع والجمال الشكلي.
تاريخياً، يُعرف الإنسان الفنون التشكيلية منذ آلاف السنين. في الماضي، كانت الرسومات والتماثيل تصوّر الجسد البشري بشكل بدائي وبسيط، مركزة على الشكل الخارجي وبعض الأعضاء البارزة في الجسم. وقد طوّر المصريون القدماء أسلوباً مميزاً في التصوير التشكيلي، حيث عكسوا الطبقات الاجتماعية في أعمالهم. كانت لوحاتهم تستخدم بشكل كبير في تزيين القصور والمعابد والمقابر. في أوروبا، اشتهرت اللوحات الرومانية بواقعيتها وتناولها قضايا حياة الناس اليومية واستخدام الألوان لتحقيق تأثيرات مختلفة. يُنسب للرومان ابتكار المنظور الفني القائم على إيجاد بعد ثنائي على مساحة مسطحة. في العصور الوسطى، ظهر الفن البيزنطي الذي خالف الكنيسة بتحريف الشكل الإنساني، وكان له قيمة مرموقة بين الفنون في ذلك الوقت.
هناك مدارس مختلفة في الفنون التشكيلية. من بين أبرزها:
1. المدرسة الواقعية: تركز على تصوير الواقع دون تغيير أو تجميل، وتقتصر أعمالها على رسم المناظر الطبيعية.
2. المدرسة الانطباعية: تحاول تقديم انطباع أو شعور معين من خلال استخدام الضوء وتأثيراته. واحدة من أبرز الشخصيات التي قادت هذا التغيير هو كلود مونيه.
3. المدرسة الرمزية: تهدف إلى الحفاظ على جمالية الفن وتعبيرها عن الخيال والحالمة، خاصة بعد الثورة الصناعية التي أدت إلى انتشار القيم المادية.
4. المدرسة التعبيرية: تعتمد على تشويه الأشكال وتعبيرها عن التناقضات مثل الجسد والنفس، والروح والمادة. ازدهرت هذه المدرسة في أوروبا الشمالية، وكان فان غوخ من أبرز الفنانين الذين تبنوا أسلوبها في لوحاتهم.
هذه بعض المعلومات الملخصة عن الفنون التشكيلية وتطورها عبر التاريخ وبعض المدارس المهمة في هذا المجال.