عمون - صلاة الأوابين هي صلاة الضحى، وتسمى بهذا الاسم وفقًا لما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وصف وقت صلاة الضحى، حيث قال: "صلاة الأوابين حين ترمض الفصال"، وأفضل وقت لأداءها هو عندما يزداد تأثير حرارة الشمس وتشتد الحرارة على رمال الصحراء في أخفاف أقدام صغار الإبل، ويكون ذلك بعد مرور ربع النهار.
صلاة الضحى مشروعة ومستحبة، ويتفق معظم العلماء على أنها عبادة مستحبة، ومن يرغب في الحصول على أجرها يؤديها، ومن لا يرغب فلا إثم عليه. وهناك آراء مختلفة بين العلماء بشأن مشروعية صلاة الضحى؛ فبعضهم يرون أنها مشروعة بناءً على قول النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي صلى ثماني ركعات بعد فتح مكة، وسميت بصلاة الفتح. وقد روت أم هانئ -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل بيتها يوم فتح مكة وصلى ثماني ركعات، وقالت إنها لم تر صلاة أخف منها، ولكنه يتم الركوع والسجود فيها.
طريقة أداء صلاة الضحى لا تختلف عن طريقة أداء أي صلاة أخرى، ولكن هناك اختلاف في وصف صلاة الضحى حسب آراء الفقهاء. فالجمهورية يرون أنها تؤدي مثنى مثنى، أي يسلم المصلي بعد كل ركعتين. والحنفية تؤدي أربع ركعات بتسليمة واحدة.
اتفق الفقهاء على أن أدنى عدد ركعات صلاة الضحى هو ركعتان، ولكن هناك اختلاف في أكبر عدد ركعاتها. فالمالكية والحنابلة والشافعية يرون أن أكثر عدد ركعاتها ثمان ركعات، ويستندون إلى فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-. أما الحنفية فيرون أن أكثر عدد ركعاتها اثنتي عشرة ركعة.
صلاة الضحى لها فضل عظيم، وذكر في الأحاديث النبوية أنها تحمل أجرًا كبيرًا. فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "على كل مفصل من أحدكم صدقة، كل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى"، وأوصاني خليلي -صلى الله عليه وسلم- بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أرقد، وأخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيضًا أن الصلاة مشهودة ومحظورة حتى يستقل الظل بالرمح.
لذا، صلاة الضحى تعد من الصلوات المستحبة، وتحمل فضلًا كبيرًا، وينصح بأدائها لمن يرغب في الحصول على ثوابها.