عمون - يُفتَرَض على المريض أن يُصلّي الصلوات الخمس في أوقاتها المحددة، وإذا كان قادراً على ذلك، يُفضِّل أن يؤديها في المسجد جماعة. في حالة عدم قدرته على الذهاب إلى المسجد، يمكنه أن يُصلِّي الصلوات جماعة في مكانه. إذا تعذر ذلك أيضاً، يُصلِّي الصلوات لوحده مُنفرداً.
إذا كان المريض قادراً على أداء كل صلاة في وقتها المحدد، فيُنصَح بهذا الأمر. وفي حالة صعوبة القيام بذلك، يجوز للمريض أن يَجمع بين صلاة الظهر والعصر، وبين صلاة المغرب والعشاء، سواء كان بتقديم إحدى الصلوات أو تأخيرها، وسيكون للصلاة في هذه الحالة صفة كاملة بدون قصر.
بالنسبة لكيفية أداء الصلاة للمريض، هناك توجيهات وتفصيلات محددة من قبل الفقهاء. وفقًا للمذهب الحنفي، يُسقِط القيام عن المريض العاجز عنه، ويجوز له أن يُصلِّي الصلاة جالسًا مع الركوع والسجود إذا استطاع ذلك. إذا لم يتمكن من الجلوس، يمكنه أن يستلقي على ظهره ويومئ بالركوع والسجود. في حالة استلقائه على جنبه، يفضل أن يكون على الجانب الأيمن ويومئ بالركوع والسجود. إذا لم يستطع الإيماء بالرأس، فيمكنه تأخير الصلاة وقضائها إذا استطاع.
بالنسبة للمذهب المالكي، يُصلِّي المريض جالسًا في حالة العجز عن القيام، ويُفضَّل أن يجلس متربعًا. إذا لم يستطع الجلوس، فيمكنه أن يستلقي على جانبه الأيمن، وإذا لم يستطع ذلك، فيمكنه أن يستلقي على الجانب الأيسر. إذا كان غير قادر على الإيماء بالرأس، فيمكنه أن يومِئ بعينيه إلى أفعال الصلاة. إذا فات وقت الصلاة وهو على هذه الحالة، فإنه يجب عليه قضاء الصلاة.
باختصار، يوجد تسهيلات وتيسيرات للمريض في أداء الصلاة، وتعتمد على حالته وقدرته. يُراعى المرض وصعوباته في أداء الصلاة، ولا تُسقِط الصلاة عن المريض ما دام العقل حاضراً. يُحسَب للمريض العذر في حالة عدم قدرته على أداء الصلاة بالطريقة العادية، ويُشجَّع على الصلاة حسب الطاقة والقدرة المتاحة له.
أصحاب الأعذار هم المرضى والمسافرين والخائفين، الذين ليس لديهم القدرة على أداء الصلاة بالطريقة المعتادة. لذا، يمنح لهم الشرع تسهيلات وتخفيفًا في أداء الواجبات الدينية ويتيح لهم أداء الصلاة وفقًا لقدراتهم.
بالنسبة للمسافرين والمرضى، يجوز لهم قصر الصلاة الرباعية، ويسمح لهم بجمع بين صلاتي الظهر والعصر، وبين صلاتي المغرب والعشاء في وقت إحدى الصلوات. كما يُسمح لهم بالجمع بين الصلوات إذا كانوا في سفر، ويجوز للمريض أيضًا الجمع بين الصلاتين والاستحاضة.
أما الخائفون، فيُشرَع لهم صلاة الخوف في حالة وجود خوف من هجوم العدو أثناء الصلاة، ويشترط أن يكون العدو ممن يجوز قتله وأن يكون الخوف مبررًا.
باختصار، الشرع يمنح التسهيلات والتيسيرات لأصحاب الأعذار في أداء الصلاة، ويسمح لهم بتخفيف بعض الأحكام وتجميع بعض الصلوات حسب قدرتهم وظروفهم الخاصة.