عمون - السنن المؤكدة في الإسلام تتعدد، ومن بينها السنن المؤكدة في الصلاة. هذه السنن هي الأعمال النبوية التي كان النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- يعتاد أداءها في الصلاة ولم يتركها إلا بنادر. ويعتقد أنها قد تكون فرضًا في المستقبل، ولذلك ينصح بأدائها بانتظام.
من بين السنن المؤكدة التابعة للصلوات الخمس، هناك اثنتا عشرة ركعة في غير الفرائض. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى في يوم ثنتي عشرة سجدة تطوعًا، بني له بيت في الجنة"، وفيما يلي بيان بعض هذه السنن المؤكدة:
ركعتان قبل الفجر: وقد ورد عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي ركعتين قبل صلاة الفجر، وهي من أكثر السنن تأكيداً.
أربع ركعات قبل الظهر: ورد عن أم حبيبة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من صلى أربع ركعات قبل الظهر وأربعاً بعدها، حرم الله عز وجل لحمه على النار".
ركعتان بعد الظهر: ورد عن أم حبيبة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها، حرم على النار".
ركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء: وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من ثابر على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة أربعاً قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر".
بالإضافة إلى ذلك، صلاة التراويح هي سنة مؤكدة ومتفق عليها بين علماء الإسلام. ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه"، ويشير هذا إلى أهمية صلاة التراويح.
هناك أيضًا سنن مؤكدة في غير الصلاة، مثل الختان للذكور وصلاة الاستسقاء. تختلف الآراء بين العلماء في وجوب الختان، ويرى الحنفية والمالكية أنه سنة مؤكدة استنادًا إلى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي ورد فيه الختان ضمن سنن أخرى. أما الشافعية والحنابلة فهما يرون أنه واجب.
بالنسبة للأضحية، يروي العلماء الشافعية والمالكية والحنابلة أنها سنة مؤكدة. واستدلوا بهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي قال: "إذا دخلت العشر، وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يمس من شعره وبشره شيئاً". ويرون أن تعليق الذبح بالإرادة يشير إلى وجوبها. أما الحنفية فهم يرون أن الأضحية واجبة، استنادًا إلى آية في القرآن الكريم.
عمومًا، هذه بعض السنن المؤكدة في الإسلام، وتعد الالتزام بها محببًا ومستحبًا، وتعزز القرب إلى الله وتثقل الميزان الحسنات للمؤمنين.