انت و «الراتب» والشهر طويل
علاء القرالة
25-04-2023 01:35 AM
ادارة المصاريف الشهرية ووفق القدرات الشرائية والاعتبارات الاستهلاكية الضرورية اصبح امرا لابد منه ويجب على الجميع اتباعه بغض النظر عن الدخول الشهرية سواء كانت منخفضة او متوسطة او مرتفعة وذلك بهدف تنظيمها و زيادة مدد قدرتها الشرائية لأكثر وقت ممكن بعيدا عن الاستدانة او العوز، فكيف ننظم دخولنا الشهرية ؟.
الدخول الشهرية الثابتة «الرواتب» تعتمد بقدرتها الشرائية على طريقة الاستهلاك نفسها وكيفية الانماط التي تصرف لأجلها، فاما ان تنفق وتصرف على الضروريات والاشياء الاكثر الحاحا واما على الكماليات وما يتم انفاقه عليها دونما اي حسابات او تقديرات لها، وهذا ما لمسناه مؤخرا من حالو تذمر وشكوى من قبل بعض المستهلكين عبر منصات التواصل جراء صرف رواتبهم وعدم قدرتهم على استكمال الشهر الحالي ومتابعة الحياة للشهر المقبل لصرف رواتبهم كلها على لوازم العيد بعيدا عن التقديرات ودراسة القدرة المالية للاستمرار بتلبية المتطلبات اليو?ية لبقية الايام التي تليها بعيدا عن الاقتراض او العوز.
اليوم نحن جميعا مطالبون باعادة التفكير بطرق عملية وعلمية وواقعية لادارة مصاريفنا الشهرية لتتوافق مع دخولنا الشهرية وقدرتها على الوفاء بالالتزامات الشهرية، وهذا لن يتم الا باعادة النظر بانماط استهلاكنا بشكل كامل وتفصيلي والتجاوز عن الكماليات ومصاريفها وعدم الضغط على الدخول الشهرية بالاقساط والاستدانة وتحميلها ما لا طاقة لها به او الوفاء بتسديدها، مبتعدين عن المجاملات و مصاريف الانفاق على النفاق الاجتماعي وخاصة انها اصبحت تتسبب بتآكل الدخول الشهرية واستنزافها بشكل يجعلها عاجزة عن تلبية كافة المتطلبات دون است?انة او عجوزات مالية.
في الحقيقة العالم من حولنا يتغير وبكل ما فيه ما دفع الكثير من شعوب العالم الى اعادة النظر بمصاريفها الشهرية لتتوافق مع تلك المتغيرات، وكوننا جزءا من العالم فان تلك المتغيرات ستطالنا ان طال الزمن او قصر من ارتفاع اسعار الاغذية والطاقة وغيرها من السلع الاساسية التي يستخدمها الجميع وفي حياتهم اليومية وبشكل مستمر، ما يستدعي ان نبدأ و على الفور ان نعود انفسنا وناقلمها على هذه المتغيرات حتى وان نجحت الحكومة ولغاية الان بكبح جماحها وتأثيرها علينا، وذلك لكي لا نتفاجأ بها على حين غره.
مقولة » اصرف ما بالجيب يأتيك ما في الغيب » لربما لن تكون بصفنا ولصالحنا خلال الفترة المقبلة ولن يكون لها مفعولها الذي اعتدنا عليه خلال السنوات الماضية والتي كانت تشهد استقرارا عالميا وعلى مختلف المستويات، ما يجعل من مغادرة هذه المقولة باتجاه التفكير والتخطيط المنطقي للمصاريف الشهرية امرا لابد منه فما عاد الوقت ملائما للبعزقة، فتحوطوا ليرحمكم الله.
الرأي