facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من ذا الذي يصنع الجدل؟


د. صبري ربيحات
23-04-2023 05:18 PM

لا اظن ان في بلادنا أحدا من السذاجة لتنطلي عليه بعض الممارسات التي يجري تأويلها على أنها ضربا من التغير الاجتماعي الطبيعي واعتبارها نتاجا من نواتج الحداثة والتطوير ،فقد أصبحنا نعيش في مجتمع لا نقوى على تغيير ساكن فيه وتأتي له الأفكار والمبادرات من الاصدقاء والمهتمين بشؤوننا من الجيران الذين يدسون انوفهم في كل ما حولهم دون أن اي اعتبار لهوية او خشية لردة فعل.

المدهش احيانا انهم يجتهدوا فيوردوا لنا اشخاصا لا يعرفوا الكثير عنا ولا عن اوجاعنا واحلاما فيتعاملوا معنا كما يتعامل الطلبة مع مشروعات التخرج ليكسبوا درجات وتقادير رفيعة من اساتذتهم .. بعض الذين نشأوا في أماكن بعيدة عادوا على غير موعد او استجلبوا ليحتلوا ادوارا مفصلية دون أن يعرفوا ما نفكر به او ما نتطلع له ودون سابق تحضير او تهيئة فيشكل بعضهم احزابا ويفكر آخرون لنا نيابة عنا ويصبحوا نجوما ومصلحين ومنظرين في فضاء لا يعرفون جنباته ولا حدوده ولا ايقاعه.

كما لا يمكن النظر لمجتمعنا باعتباره مجتمع من الامعات الذين يسيرون مع التيار ويقبلون بكل ما يساق اليهم من افكار واخبار وقضايا وتقليعات واحداث يجري حياكتها ورسم أدوار أبطالها وتمويل إخراج فصولها بمواقيت وسياقات لا يعلمها إلا من قاموا على ابتداعها.

بالامس تناولت الاخبار ومنشورات مواقع التواصل الاجتماعي نبأ ترأس سيدة في الاردن لجاهة صلح عشائرية، الخبر فيه من الغرابة والدهشة ما يثير حفيظة كل من قرأ الخبر أو سمع به.

تضاعف الدهشة لا يأتي من كون موضوع الخبر امرأة فازت بمقعد نيابي في الانتخابات الاخيرة عن أولى دوائر المملكة واول المراكز الحضريه نشأة، ففي هذه الدائرة شيد اول مطارات الاردن واول مستشفياته العسكرية ومحطة القطار ومركز الاصلاح والتأهيل وفيها ظهرت بوادر الحركة الصناعية على بساطتها، الدائرة الانتخابية الأولى تشمل ماركا والمحطة واجزاء من الحسين والنزهة والهاشمي الشمالي، بل لأنها مناطق ذات تركيبة حضرية ولا تزال تحتفظ بزعاماتها العشائرية التي توارثت أصول وقواعد وتطبيقات الاعراف العشائرية التي يخضع لها الناس والجماعات التي تحتكم لها.

الحدث الذي يعتبر خرقا للاعراف جاء مباغتا وعلى هيئة صدمة خلخلت الكثير من الثوابت واثارت استياء الشيوخ والوجهاء الذين توارثوا القيم والاعراف وحوت سيرهم نجاحات في إنهاء مئات الخصومات واتقنوا مهارات تطييب النفوس ووئد الفتن وزرع الوئام واستمروا في مسيرة الاخلاص لكل ما فيه إصلاح لذات البين ودرئا للشرور والاحقاد.

في الصلحة التي شكلت موضوعا لاحاديث العيد مادة خصبة للحوار والجدل والاتفاق والاختلاف فقد قابلها بعض الشيوخ باستغراب يصل الى حد ونظر لها البعض على انها حادثة نادرة الوقوع وبالغة التاثير تقلب موازين الادوار وتخالف كل التقاليد.

وفي حين يخشى البعض على مستقبل الاعراف التي حكمت المجتمع لقروب وساعدت على تخفيف أعباء القضاء الرسمي يتسأل البعض عن مقاصد من شجعوا او وجهوا لهذه الواقعة وحول الحكمة التي رآها الذين ساهموا في ترتيب الصلحة واختيار من قاموا عليها وعن الآثار التي ستترتب على كل ذلك واوجه استخدامها كسابقة او تقليعة جديدة في ميدان طالما هيمن عليه الرجال.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :