facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مضر بدران وداعا


محمود الزيودي
22-04-2023 07:04 PM

برحيل دولة السيد مضر بدران الى دار الآخرة نكون قد فقدنا الجيل الأول من بناة المملكة الثالثة . الذين عاصروا كبوات النكبات . زمن طعطعة اليسار المراهق، ابتداء من إقفال الحدود على وطن يرابط جيشه على حدود يبلغ طولها 365 كيلو متر مع العدو الاسرائيلي .

وقفنا طوابير على الكازيات للحصول على رطل كاز لإنارة بيوتنا وطبخ طعامنا، فالبنزين والكاز كان يأتي مكررا من بيروت ودولة الجمهورية العربية المتحدة أغلقت الحدود، استغل الملك الباني الحسين بن طلال علاقاته الدولية حتى جاء الوقود من فوق الأرض المحتلة.. مرورا بنكبة عام 1967 عندما وجه مضر بدران جهود القسم الخارجي في المخابرات العامة لرصد دبيب النمل في فلسطين المحتلة.

أنذر السوريين عن حركة لواء جولاني لاحتلال مزيد من أراضي الجولان... الجهاز المتهم بقمع الحريات ( على رأي مراهقي اليسار) حل لغز ظهور باخرة في ميناء ايلات المحاصر . نقلها اليهود على سكة حديد خاصة من عسقلان، أظهرت الصور إعداد الباخرة المذخرة بدبابات وطائرة حوامة لغزوة نحو حدود الهدنة مع مصر، انذرت القاهرة ولم تتحرك إلا بعد نقل رادار مصري كامل من موقعه الى اسرائيل.

في حرب داحس والغبراء أصيب مضر بدران برصاصة في يده كلفته رحلة شاقة من عمان الى بيروت فلندن للعلاج.. حينما انتقل للخدمة في الديوان الملكي جاء بفرامة الورق لاتلاف عشرات الطلبات من ميسوري الحال الذين يطلبون مساعدة مالية من الحسين الذي لا يرد طالب حاجة . في مكتب شؤون الأرض المحتلة اشترى كل المشغولات اليدوية الفلسطينية بما فيها مجسمات المسجد الأقصى.

لتصبح هدايا الحسين لزملائه من الملوك والرؤساء بدلا من الهدايا الغالية الثمن.. في وزارة التربية اكتشف أن احدى المعلمات في معان تذهب الى المدرسة مستأجره حمارا بدل السيارة التي لا تصل القرية.. قام الرجل بتأهيل عشرات المعلمات من قرى الجنوب ليعلمن بنات قراهن دون الحاجة لاستئجار حمار ... يكتب لمضر بدران خطوته باضاءة الريف الأردني من خلال مشروع فلس الريف الذي لم يزل قائما بعد وفاته ... فلس على كل فاتورة كهرباء لا يشعر المواطن بدفعه . ولكنه جمع الملايين من الدنانير لإضاءة الريف والبادية ووصول الكهرباء لأي منزل يشبه الهبوط على تربة القمر ... في حرب الخليج ( العاشرة !!!!) خاطر رئيس الوزراء بالسفر الى بغداد بالسيارات المصفحة ... لم يخبر عائلته فقد تزود بالمؤونة من بيت الأمير زيد بن شاكر وحمل صفائح البنزين بالسيارة المرافقة .. أصيب بالصدمة عندما طلبه حاجز تفتيش عراقي بعضا من الخبز ... أما الصدمة الثانية فكانت فراغ السفارة الأردنية من الموظفين وقت الغداء ... خرج الدبلوماسيون الأردنيون لتناول الطعام في مطعم يتوفر فيه الغذاء الشحيح على العراقيين . عاد الى عمان موقنا أن العراق لن يصمد أمام لواء امريكي قادما من صحراء الكويت ... ذات حين وأنا رئيس رابطة الفنانين قابلته مع مجموعة كبيرة من صناع الدراما والموسيقيين كان الزميل عبد الكريم قواسمي أمين الصندوق وهو رفيع لدرجة انه يحرق الدهون في اليوم الذي يتناولها فيه . قدمته لمضر بدران مشيرا الى ضعف أمين الصندوق . فهمها الرجل وعاجلنا بمساعدة مالية حولت تدفئة مقر الرابطة من صوبة السولار الى التدفئة المركزية ... في البرلمان وبعد أول انتخابات أعقبت هبة نيسان أمر بإذاعة كل مداخلات النواب الجدد والقدماء على الهواء مباشرة ... زاد عدد المشاهدين العرب للفضائية الأردنية وجرى تسجيل المداخلات على الفديو وسهر على مشاهدتها الملوك والرؤساء وكل الشعب العربي من المحيط الهادر الى الخليج الثائر .. هل تحلون البرلمان اذا دفعنا ديونكم ثمانية مليارات دولار ؟؟؟؟؟ ترك الحسين الإجابة لمضر بدران الذي قال ... عندما تصل المساعدات سنحل البرلمان فورا ... عاد الى عمان واستدعى النائب المخضرم يوسف العظم مع جماعة الأخوان المسلمين ولهم ثقلهم في البرلمان ... طرح عليهم المشكلة والحل ... قال له يوسف العظم افعلها . سأمشي من عمان الى الجفر على على قدمي وأخبر الناس انا أكملنا واجبنا كنواب بتسديد ديون الأردن ولم يعد لنا حاجة ... الضيف التالي كان رئيس الحزب الشيوعي الأردني عيسى مدانات الذي أعطى نفس جواب العظم ... حل البرلمان وبكفينا سداد الدين ... قبل أن يصل أول دولار من الثمانية مليارات قام صدام بغزو الكويت فتعطل كل شيء ... بدأ الأردن محاولة النهوض من الكبوة وهو يردد ... اذا سلم العود اللحم بعود ... هذه بعض الخواطر التي لخصتها من كتاب القرار للراحل مضر بدران ونحن نودعه الى مثواه الأخير ... الى رحمة الله ايها الجندي النبيل .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :