فشل اميركي في مساعي السلامد. هايل ودعان الدعجة
19-12-2010 10:08 PM
ربما لم يكن احد يتصور ان الولايات المتحدة يمكن ان تفكر بهذه السهولة بالاعلان عن تخليها عن مطالبة الجانب الاسرائيلي بتجميد الاستيطان 90 يوما ، كشرط من شروط استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين ، مع انها بامس الحاجة لتسجيل موقف او بادرة دولية تؤشر على انها ما تزال موجودة على الساحة ، وتنعم بمقومات الدولة العظمى التي انفردت بقيادة العالم في اعقاب انتهاء الثنائية القطبية . خاصة بعد الانتكاسات والصدمات التي تلقتها في منطقة الشرق الاوسط في كل من افغانستان والعراق على خلفية سياسات هوجاء ومتسرعة افتقرت الى الحكمة ، لتجد نفسها امام اختبارات حقيقية لقياس مدى قدرتها على ادارة شؤون العالم الذي بات تحت سيطرتها . فاذا كان رد فعل الادارة الاميركية على قضية تجميد الاستيطان بهذه الطريقة السلبية ، وهي القضية التي ربما لا تكاد تذكر او تحظى بقيمة او اهمية اذا ما قورنت مع القضايا والملفات الساخنة والمعقدة التي ينتظر طرحها ومناقشتها على طاولة المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية ممثلة بقضايا الوضع النهائي بما هي الحدود والمياه والقدس واللاجئين وغيرها ، فكيف يمكن ان ان يكون هناك دور اميركي فاعل وجدي في التعاطي مع ملف الصراع وحله ، استنادا الى هذا الطرح الذي يجعلنا لا نستبعد احتمالية ان يكون التحرك الاميركي والمساحات المعطاة لهذا التحرك على الخريطة التفاوضية ، موضحة مسبقا من قبل الجانب الاسرائيلي ، وذلك رغم تنبه الولايات المتحدة وادراكها ولو متأخرا بانعكاسات الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي السلبية على مصالحها القومية الاستراتيجية ، الذي يفترض ان يدفع بها نحو تبني مواقف وخطوات اكثر صرامة وجدية من اجل حماية مصالحها المهددة بالخطر . وهي التي جابت العالم من اقصاه الى اقصاه ، وقطعت المحيطات والبحار على ظهور الدبابات والطائرات والبوارج والسفن الحربية ، متسلحة باكثر الادوات والمعدات العسكرية فتكا وتدميرا في سبيل حماية مصالحها الاستراتيجية .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة