مع احساسنا المشروع بفرحة العيد
فيصل تايه
21-04-2023 12:18 AM
مع النسمات الأولى من صباح هذا اليوم المبارك، يحل علينا عيد الفطر السعيد، مرحبًا بقدوم يوم المودة والصلة والخير والعتق من قيود النفس الشحيحة، بعد انقضاء فريضة الصيام، فقد مضت أيام شهر رمضان المبارك على عجل، قضيناها في التقرب إلى الله، لنستقبل عيدنا هذا بمظاهر الفرح والبهجة التي ندركها في أعيادنا واعتدنا عليها، فبمجرد دخول العيد تلهج الألسن بتكبير الله، في بيوت الله، وفي المنازل، وفي الطرقات والأسواق، وفي "مصليات العيد"، يأمر المكبرون بأمر الله تعَالَى: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ فَتِلْكَ نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ تَسْتَحِقُّ الشُّكْرَ وَالْحَمْدَ.
في صباح يوم العيد، ومع احساسنا المشروع بالفرحة، تنطلق مناسبة حيوية مهمة بما تختزله من معانٍ ومرامي طيبة وجميلة، حيث نعيش فيها الفرح الكبير، محاولين أن يمدّ هذا الفرح من خلال ما يمدّ به المناسبة في الذكرى تارة، وفي الممارسة تارة أخرى، إضافة للمعاني والدلالات الربانية الروحانية التي لا يدركها إلا الأتقياء الذين يلتزمون أوامر الله ويجتنبون نواهيه ويقفون عند حدوده ويعظمون شرائعه وتعاليمه.
مع احساسنا المشروع بفرحة العيد، دعونا نستشعر العيد بعيداً عن إحساس التأنيب المستمر، والجلد الذاتي الذي نمارسه على أنفسنا. فبالرغم من كل الظروف، إلا أنها لن تثنينا عن التهليل والتكبير في صلاة العيد، ونعود إلى بيوتنا للاحتفال مع أبناءنا، نزين منازلنا، ونمد موائد الحلويات والأطعمة اللذيذة، ونملأ البيت بالفرح والسعادة، والهدايا التي يفرح بها أبناؤنا ونفرح معهم، ونزداد قرباً منهم ووثاقة لصِلاتنا معهم.
وأخيرًا، ومع احساسنا المشروع بالفرحة، سيبقى العيد هو الفرحة التي تقتحم قلوبنا، وسنظل نحتفي به، وندعو الله في كل عيد أن تأتي الأعياد القادمة وقد تحققت كل أمانينا بنصرة الأمة، كما ونسأله تعالى أن يحمي المسجد الأقصى قبلتنا الأولى، وأن ينصر المرابطين فيه، وسائر الوطن المحتل وأن يوحد كلمة المسلمين، وأن يديم الأمن والسلام على الأردن، وأن ينعم بها على كل بلاد العرب والمسلمين، وأن يعيد للعرب أمرهم ولم شملهم وينصرهم على أعدائهم.
فكل عام ونحن إلى الله أقرب، وكل عام ونحن إلى بعضنا أقرب، وكل عام وقلوبنا أكثر محبة وتسامحًا وسلامًا وفرحًا لا ينتهي.