عمون- يُعرف التصوير، أو الفوتوغرافيا بالإنجليزية، بأنه تقنية لتسجيل صورة لكائن ما باستخدام الضوء أو الإشعاع على مادة حساسة للضوء. تم اشتقاق كلمة "فوتوغرافيا" من الكلمة اليونانية التي تعني الضوء (Photos) وكلمة (graphein) اليونانية التي تعني الرسم. ظهرت هذه الكلمة لأول مرة في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر. يتم تشكيل الصورة عادةً عن طريق توجيه الضوء من خلال عدسة الكاميرا، وعندما يتعرض المادة الحساسة للضوء، تتغير تركيبتها لتكوين صورة معكوسة تعرف بالصورة السلبية. لاحقًا، يتم تثبيت الصورة السلبية باستخدام مادة ثيوكبريتات الصوديوم (sodium thiosulfate) لجعل الصورة مرئية.

يعود تاريخ التصوير إلى أقل من 200 عام، وشهدت هذه التقنية تطورات كبيرة على مر الزمن. في البداية، استُخدمت الكاميرات لدراسة البصريات وتحليلها، ويُعزى الفضل في ذلك للباحث العربي ابن الهيثم. ابتكر ابن الهيثم حجرة التصوير المظلمة، وهذه الابتكارات كانت بداية لاختراع الكاميرا ذات الثقب وأسس فكرة استخدام الضوء لعرض الصور على سطح مستوٍ. كما وردت أيضًا أشارات إلى حجرة التصوير في النصوص الصينية التي تعود إلى حوالي 400 قبل الميلاد وفي كتابات أرسطو حوالي 330 قبل الميلاد.

في منتصف القرن السابع عشر، تم اختراع العدسات المصنوعة بدقة، وبدأ استخدام حجرة التصوير لإنتاج صور واقعية.

كما استُخدمت الفوانيس السحرية، وهي تشبه أجهزة العرض الحديثة، لعرض الصور المرسومة على شرائح زجاجية على أسطح كبيرة. في عام 1727، قام العالم الألماني يوهان هاينريش بتطوير استخدام المواد الكيميائية الحساسة لإنتاج الصور الفوتوغرافية. في عام 1827، طبع العالم جوزيف نيسيفور أول صورة فوتوغرافية باستخدام حجرة التصوير المظلمة. ثم تعاون العالمان لويس داجير ونيسيفور في عام 1829 لتحسين وتطوير تجارب التصوير، وقام داجير فيما بعد بتطوير طريقة فعالة للتصوير الفوتوغرافي وأطلق عليها اسم العملية الداجيرية.

استخدمت العملية الداجيرية تثبيت الصور على ورقة نحاسية مطلية بالفضة، وتم استخدام محلول كلوريد الفضة لصنع صورة دائمة. اكتسبت العملية الداجيرية شعبية كبيرة في أوروبا والولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتأسست العديد من استوديوهات التصوير التي تبنت هذه التقنية.

في السبعينيات والثمانينيات، بدأ دخول الكاميرات الحديثة والذكية، وتم تطوير الكاميرات المدمجة التي تلتقط الصور تلقائيًا، وأصبحت الكاميرات الأوتوماتيكية شائعة بين المصورين. تم أيضًا محاولة تصنيع الكاميرات الرقمية في هذه الفترة، حيث تم تطوير الكاميرات التي تخزن الصور إلكترونيًا بدلاً من الأفلام. وفي عام 1991، تم تصنيع أول كاميرا رقمية متقدمة بواسطة شركة كوداك واستُخدمت بنجاح من قبل المحترفين.

باختصار، التصوير الفوتوغرافي هو تقنية تسجيل صورة من خلال الضوء أو الإشعاع على مادة حساسة للضوء. تاريخ التصوير يعود لأقل من 200 عام، وقد شهدت عملية التصوير تطورًا هائلاً من استخدام المواد الكيميائية الكاوية والكاميرات الثقيلة إلى الكاميرات الرقمية الحديثة والذكية.