نظامنا السياسي نواة نهضتنا وذخيرتنا لمئويتنا الثانية
د. عاكف الزعبي
20-04-2023 11:38 AM
نحط في لبنان فنستمع من أي صديق لبناني (اسم الله على الاردن أبوس ألبه ملك الاردن ) . ونستمع في مصر ( يا أخي ده الراجل بتاعكم هايل والله العظيم) . ويهمس السوري في اذننا (نيالكم في الاردن احمدو ربكم وش وافي) . والعراقي في حماسه (عيني ملوك الاردن ما في مثلهم هواشم ديروا بالكم على بلدكم معودين) .
كنا نسمع بفخر ما يقوله لنا اشقاؤنا في هذه الدول في زياراتنا اليها الرسميه والشخصيه . شواهد التاريخ القريب على تجارب الحياة السياسيه من حولنا وما انتهت اليه الاوضاع في الاقليم صنفت عالياً النظام السياسي الاردني بمكونية الملكي والهاشمي وما اتصفنا به من شرعيات تاريخيه وشعبية وانجازية حفظت الاردن وجعلت منه دولة مدنية آمنة ومستقره شارك المدنيون والعسكريون من ابنائها في تنمية الدول العربيه الشقيقه .
لم يشعر الاردن يوماً وكذلك قيادته انهما يخوضان سباقاً او منافسة مع احد . بل لقد كان العكس هو الاقرب لدوره وعلاقاته مع الدول الشقيقه سعياً لعمل عربي مشترك في اطار من التعاون والتكامل . لكن ذلك ما كان ليثنيه عن دور يؤديه بمفرده وبرؤيته الخاصه لخدمة القضايا القوميه والاقليميه استناداً لعلاقات خاصه نسجها مع الاصدقاء والحلفاء جعلت لقيادته قبولاً لدى الدول الاكثر تأثيراً وفتحت لها سبل الحوار والتشاور مع القيادات السياسيه الابرز على الساحه الدوليه .
بعد الذي ألمّ بالامة ودولها بغياب وحدة الموقف العربي والتوافق على المشترك في حده الادنى ساد لدى الدول العربيه العمل المنفرد وهو ما نراه بوضوح حالياً ، وظهر معه ما يوحي بالتنافس بين بعض العواصم في ظل التوجه الفردي للعمل .
دول ومنظمات وقوى دوليه تتطلع باهتمام لمواقف الاردن وتنظر باحترام لرأي جلالة الملك نظراً لخبرته السياسيه الطويله وجهوده المستمره لإشاعة السلام وتعزيز حوار الاديان ومساندة قضايا اللاجئين ، وله في ذلك رصيد ممتد وكبير من الانفتاح على العالم ومتابعة التغيرات التي تجري فيه متفاعلاً مع العالم وتغيراته بطاقة ايجابية اكسبته تقديراً خاصاً استحقه بجداره .